سقط في البئر حيوان صغير فمات فيها فانزح منها دلاء» (١) فينزّل على الثلاث لأنّه أقلّ محتملاته. وعلّله مع ذلك بأنّ لها نفساً سائلة ، فتكون ميتتها نجسةً (٢).
وألحق الشيخان بها العقرب والوزغة (٣) بالتحريك للرواية (٤).
وحملها المصنّف على الاستحباب (٥) تبعاً لشيخه المحقّق لعدم النفس السائلة لهما ، فلا ينجسان بالموت ولا يتنجّس بهما شيء ، بل روي أنّ لهما سُمّاً ، فيكره لذلك (٦).
وكذا القول في سام أبرص.
(ودلو) واحد (في) موت (العصفور وشبهه) ممّا هو دون الحمامة لقول الصادق عليهالسلام في رواية عمّار : «أقلّه العصفور ينزح منها دلو واحدة» (٧).
وقد تقدّم (٨) الكلام على الرواية في موت الإنسان.
ولا فرق بين كونه مأكول اللحم أولا ، كالخفّاش للإطلاق ، خلافاً للراوندي (٩).
ولا يلحق به الطائر في حال صغره وإن شابهه في الحجم خلافاً للصهرشتي (١٠) لتعليق الحكم على الاسم. ولا بدّ لمدّعي إلحاق المشابه من دليلٍ على التخطّي.
(وبول) الصبي (الرضيع الذي لم يغتذ بالطعام) في الحولين اغتذاء غالباً على اللبن أو مساوياً له ، فلا يضرّ القليل.
والمراد بالطعام نحو الخبز والفاكهة ، أمّا السكّر ونحوه فلا يسمّى طعاماً على الظاهر.
ولا تلحق به الرضيعة لعدم النصّ.
(وكلّ ذلك عندي مستحبّ) لما تقدّم (١١) من اختياره عدم انفعال البئر بمجرّد الملاقاة ،
__________________
(١) الكافي ٣ : ٦ / ٧ ؛ التهذيب ١ : ٢٤٠ / ٦٩٤ ؛ الاستبصار ١ : ٣٤ / ٩٢.
(٢) المعتبر ١ : ٧٥.
(٣) المقنعة : ٦٧ ، وفيها الوزغة فقط ؛ النهاية : ٧ ؛ المبسوط ١ : ١٢.
(٤) التهذيب ١ : ٢٣٨ / ٦٨٨ ، و ٢٤٥ / ٧٠٦ ؛ الاستبصار ١ : ٣٩ / ١٠٦. ولم نعثر على نصّ في العقرب.
(٥) نهاية الإحكام ١ : ٢٥٩.
(٦) المعتبر ١ : ٧٥.
(٧) التهذيب ١ : ٢٣٥٢٣٤ / ٦٧٨.
(٨) في ص ٣٩٨.
(٩) حكاه عنه المحقّق الحلّي في المعتبر ١ : ٧٤ ؛ والشهيد في الذكرى ١ : ١٠١.
(١٠) حكاه عنه المحقّق الحلّي في المعتبر ١ : ٧٤٧٣ ؛ والشهيد في الذكرى ١ : ١٠١.
(١١) في ص ٣٨٧.