وهو محمول على الوضوء البياني الذي لا تقبل الصلاة إلا به ؛ جمعاً بين الأخبار.
ويؤيّده : ما روي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله توضّأ مرّة مرّة ، وقال هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ثمّ توضّأ مرّتين وقال هذا وضوء مَنْ ضاعف الله له الأجر. (١)
ولو سلّم أنّه لغير البيان ، لم يدلّ على تحريم الثانية ؛ لأنّ الاقتصار على الواحدة لا يدلّ على تحريم ما سواها ، مضافاً إلى عدّة روايات صحيحة دلّت على شرعيّة الثانية.
(والدعاء عند كلّ فعل) من أفعال الوضوء الواجبة والمستحبّة بما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بينا أمير المؤمنين عليهالسلام قاعد ومعه ابنه محمّد إذ قال : يا محمّد ائتني بإناء من ماء ، فأتاه به ، فصبّه بيده اليسرى على يده اليمنى ، وقال : الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجساً ، ثمّ استنشق فقال : اللهمّ لا تحرّم عليّ ريح الجنّة واجعلني ممّن يشمّ ريحها وطيبها وريحانها ، ثمّ تمضمض وقال : اللهمّ أنطق لساني بذكرك واجعلني ممّن ترضى عنه ، ثمّ غسل وجهه فقال : اللهمّ بيّض وجهي يوم تسودّ فيه الوجوه ، ولا تسوّد وجهي يوم تبيضّ فيه الوجوه ، ثمّ غسل يمينه فقال : اللهمّ أعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حساباً يسيراً ، ثمّ غسل شماله فقال : اللهمّ لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولةً إلى عنقي ، وأعوذ بك من مقطّعات النيران ، ثمّ مسح رأسه فقال : اللهمّ غشّني رحمتك وبركاتك وعفوك ، ثمّ مسح على رِجْليه فقال : اللهمّ ثبّت قدمي على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عنّي ، ثمّ التفت إلى محمد فقال : يا محمّد مَنْ توضّأ مثل ما توضّأت وقال مثل ما قلت خلق الله له من كلّ قطرة ملكاً يقدّسه ويسبّحه ويكبّره ويهلّله فيكتب له ثواب ذلك إلى يوم القيامة. (٢)
وزاد المفيد في دعاء الرِّجْلين يا ذا الجلال والإكرام. (٣)
وإذا فرغ من الوضوء قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهرين.
(وغَسل اليدين) من الزندين (قبل إدخالهما الإناء).
والأولى أن يراد به مطلق الإناء سواء كان ماؤه قليلاً أم كثيراً ؛ لعدم تحقّق التعليل
__________________
(١) سنن البيهقي ١ : ١٣٠ / ٣٧٩.
(٢) الكافي ٣ : ٧٠ ـ ٧١ / ٦ ؛ الفقيه ١ : ٢٦ ـ ٢٧ / ٨٤ ؛ التهذيب ١ : ٥٣ ـ ٥٤ / ١٥٣.
(٣) المقنعة : ٤٤.