عليهالسلام في خطبته الشقشقيّة : «وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها ـ أي الخلافة ـ محلّ القطب من الرحى ؛ ينحدر عنّي السيل ، ولا يرقى إليّ الطير» (١).
وجاء عن أبي بكر أنّه قال في مرض موته : «أما إنيّ لا آسى على شيء إلاّ على ثلاثٍ فعلتهنَّ ، ووددتُ أنّي لم أفعلهنّ ... فوددتُ أنّي لم أكن كشفتُ بيت فاطمة وتركته ، وإن أغلق على الحرب ...» (٢).
وفي الإمامة والسياسة لابن قتيبة (ت ٢٧٦ هـ) قال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى فاطمة فإنّا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما ، فأتيا عليّا فكلّماه فأدخلهما عليها ، فلمّـا قعدا عندها حوّلت وجهها إلى الحائط ، فسلّما عليها فلم تردّ عليهاالسلام ... فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : «رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني»؟!
قالا : نعم ، سمعناه من رسول الله ، قالت : فإنّي أُشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبيّ لأشكونّكما إليه.
________________
١ ـ نهج البلاغة : ٣١ الخطبة ٣. وقد مرّ عليك ما رواه الحاکم النيسابور والسيوطي عن ابن مردويه عن انس ... «قام إليه ابوبكر فقال يا رسول الله هذه البيت منها ـ وأشار إلى بيت عليّ وفاطمه ـ قال صلىاللهعليهوآله : نعم من أفاضلها». وهذا دليل على علـمه بمكانة أهـل البيـت كما جـاء عنه في صحيح البخاري ٣ : ١٣٦١ / ٣٥٠٩ قوله : ارقبوا محمّدا في أهل بيته ، فلو كان لا يعلم مكانة الزهراء لما أصرّ على الاعتذار منها ولما قال : ليتني لم أكشف عن بيت فاطمة (تاريخ يعقوبي ٢ : ١٣٧ ، شرح النهج : ٤٧ و ٢٠ : ٢٤) ففي البخاري أيضا ٤ : ١٥٤٩ / ٣٩٩٨ ومصنّف عبد الرزّاق ٥ : ٤٧٢ / ٩٧٧٤ : ولم يصلّ عليها أبوبكر ولا يؤذن هو ولا عمر بحضور جنازتها وذلك بوصية منها.
٢ ـ المعجم الكبير ١ : ٦٢ / ٤٣ ، وفي الإمامة والسياسة ١ : ٢٤ «مرض أبي بكر واستخلافه عمر» : فليتني تركت بيت عليّ وإن كان أعلن عليّ الحرب ، تاريخ دمشق ٣٠ : ٤١٨ ، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، تاريخ الإسلام ٣ : ١١٨.