ولا صاحب صلاة إلاّ ينادي بها : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ، فقرن الله اسمه بإسمه في مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك مفتاحا للصلاة المفروضة ، ثمّ أورد حديث ابن لهيعة ، عن درّاج ، عن أبي الهشيم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله في قوله : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) قال : قال جبرئيل : قال الله : إذا ذُكرتُ ذُكرتَ (١).
وقال الفخر الرازيّ : جعل الله تعالى أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله مساوين له في خمسة أشياء :
أحدها : المحبّة ؛ قال الله تعالى : (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله) ، وقال لأهل بيته : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).
والثانية : تحريم الصدقة ؛ قال صلىاللهعليهوآله : لا تحلّ الصدقة لمحمّد ولا لآل محمّد ، إنّما هي أوساخ النّاس.
والثالثة : الطهارة ، قال الله تعالى : (طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) (٢) أي يا طاهر ، وقال لأهل بيته : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا) (٣).
والرابعة : في السلام ؛ قال : «السلام عليك أيّها النبيّ» ، وقال لأهل بيته «سَلامٌ عَلَى إِلْ يس».
________________
١ ـ البداية والنهاية ٦ : ٢٨٣ باب القول فيما أُعطي إدريس عليهالسلام.
٢ ـ طه : ٢.
٣ ـ الأحزاب : ٣٣.
٤ ـ قرأ نافع وابن عامر ويعقوب هذه الآية آل ياسين بفتح الهمزة ومدّها وقطع اللام من الياء كما في آل يعقوب ، «النشر في القراءات العشر ٢ : ٣٦٠ ، وانظر تحبير التيسير : ١٧٠» وللتأكيد انظر مصحف المدينة النبويّة برواية ورش عن نافع المدنيّ والمطبوع في المملكة العربيّة السعوديّة صفحة ٤٠٧ الآية : ١٣٠ من سورة الصافّات.