ذكرنا في المقدّمة بعض الشيء عن زيارة
العارفين ، وإليك الآن تفصيلها في نقاط :
(١)
الأصل الأول :
ما من عمل إلاّ وله أجر
من الثابت المعلوم بل من المرتكزات
العقلائية : بأنّ الأعمال لا تكون إلاّ بأجر وثمن.
فالمهندس له أجره ، والبنّاء له أجره ، والعامل
له أجره ، والمقاول له أجره ، والطبيب له أجره ، والمحامي له أجره ، وهكذا ...
والأجرة والثمن لا يختصّان بالأُمور
المادّيّة الدنيويّة فحسب ، بل تشمل الأُمور المعنويّة الأُخرويّة أيضاً ، فترى الله
سبحانه يستخدم في قرآنه مصطلحاتٍ معروفةً ورائجة بين الناس لتقريب الفكرة للإنسان
؛ مثل «البيع» و «الشراء» و «التجارة» و «الأُجرة».
فقال الله سبحانه وتعالى : (إِنَّ الله
اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ
الْجَنَّةَ)
، و : (فَلْيُقَاتِلْ
فِي سَبِيلِ الله الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَة)
، و : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ
ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ الله)
، و :
________________