عرشه ومن محدّثي الله فوق عرشه .
کلّ ذلك وأنّ الله وراء قضاء حوائج
العبد ، وكفاية ما أهمّه من أمر دنياه وآخرته ، وأنّه ليجلب الرزق عليه ويخلف عليه
ما أنفق بكل درهم عشرة آلاف من الدراهم .
ولا استبعاد في كل ذلك ، لانّ الزائر
العارف المشتاق لا يبخل من تقديم يده ورجله ونفسه قرباناً في سبيل الله ، فهو
بعمله هذا يزلزل عرش الظالمين ، وکون عمله ذلك هو امتداد لصراع الحق مع
الباطل وامتداد لضربة عليّ ومبارزته لعمرو بن عبد ودّ العامري يوم الخندق.
فلولاضربة عليّ لانتصر المشركون ، ولمزَّقوا
القرآن ، ولقتلوا التوحيد والنبوة والقيم والمثل ، وقد بقيت آثار تلك الضربة
بواسطة أولاده الطاهرين عليهمالسلام
وشيعتهم تأتي اُکلها کلّ حين بإذن ربهم.
والزائر العارف المشتاق کون
بعمله قد دافع عن القيم ، وعن المظلومين والشهداء ، وبنى التاريخ الصحيح ، ولولا
اصراره لاستحلَّ الطغاةُ محارمَ الدين ، ولمسخوه كما أراد يزيد عليه لعائن الله
تعالى أن يفعله بالشريعة ، ولفقدت النبوة معالمها ، ولانسلخت قدسية القرآن ، فالزيارة
العارفة هي الّتي بدّدت أحلام كُلّ الطغاة :
يريد المشركون ليطفئُوهُ
|
|
ويأبَى الله إلاّ أن يتمّـه
|
________________