الشفاعة ، والإمام علي الذود عن الحوض ، فيسقي أولياءه ويذود عنه أعداءه ويكون قسيم الجنّة والنار ، والزهراء عليهاالسلام تلتقط شيعتها كما يلتقت الطير الحبّ الجيد من الحبّ الردي ، کلّ ذلك رضاهما بشهادة ولدهما الحسين بن علي.
والحسين تبكيه الملائكة ويكون زائره كمن زار الله في عرشه ... ال غير ذلك من الاخبار.
ومقام الشفاعة مقام کبير أعطيه النبي والأئمّة عليهمالسلام ، وذلك في قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (١) فهو مقام فوق كلّ المقامات.
لکن أهل العراق کانوا يقولون بأن هناك مقام آخر وهو قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللّه إِنَّ اللّه يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٢).
فقد أخرج السيوطيّ في الدرّ المنثور عن ابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية من طريق حرب بن شريح ، قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليهمالسلام : أرأيت هذه الشفاعة الّتي يتحدّث بها أهل العراق أحقّ هي؟
قال : إي والله ، حدّثني عمّي محمّد بن الحنفيّة ، عن عليّ عليهالسلام أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : أشفع لأُمّتي حتّى يناديني ربّي : أرضيتَ يا محمّد؟ فأقول : نعم يا ربّ رضيتُ.
ثمّ أقبل عَلَيَّ فقال : إنّكم تقولون يا معشر أهل العراق إنّ أرجى آية في كتاب الله : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن
________________
١ ـ الضحى : ٥.
٢ ـ الزمر : ٥٣.