العدالة والوجدان ، وأين مكارم الأخلاق ، وأين الصدق والمحبة؟!
ومما يزيد في النفوس حزازة تهجمهم على بيت بضعته فاطمة الزهراء ـ عليها السلام ـ نحوا من خمسين رجلا ، وجمعهم الحطب ليحرقوا الدار على من فيها حتى قال قائل لعمر : إن فيها الحسن والحسين وفاطمة ، قال : وإن. ذكر هذا الحادث كثير من مؤرخي السنة (١) فضلا عن إجماع الشيعة.
وقد علم البر والفاجر وجميع من كتب في التأريخ أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال : (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أغضبها فقد أغضبني ومن أغضبني فقد أغضب الله ومن أغضب الله أكبه الله على منخريه في النار (٢).
ووقائع الصحابة الدالة على عدم القول بعدالة الجميع كثيرة ، راجع البخاري ومسلم في ما جاء عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في حديث الحوض تعلم صحة ما ذهب إليه الشيعة ومن نحا نحوهم من
__________________
(١) راجع : الأمامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ ص ١٢ ، تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٠٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٢ ص ٥٦ وج ٦ ص ٤٨ ، الملل والنحل للشهرستاني ج ١ ص ٥٧ ، تاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٦ ، تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٠٥ ، أعلام النساء لكحالة ج ٣ ص ٢٠٥ ، الأموال لأبي عبيد ص ١٣١ ، تاريخ ابن شحنة بهامش الكامل ج ٧ ص ١٦٤ ، مروج الذهب ج ١ ص ٤٠٤ ، بحار الأنوار ج ٢٨ ص ٣٢٨ وص ٢٣٩ ، الغدير للأميني ج ٧ ص ٧٧ ، عبد الله بن سبأ ج ١ ص ١٠٨.
وقد نظم هذا المعنى شاعر النيل حافظ ابراهيم بقوله :
وقولة لعلي قالها عمر |
|
أكرم بسامعها أعظم بملقيها |
حرقت دارك لاأبقي عليك بها |
|
إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها!! |
ما كان غير أبي حفص بقائلها |
|
أمام فارس عدنان وحاميها!! |
انظر : ديوان حافظ إبراهيم ج ١ ص ٨٢ ، تحت عنوان : (عمر وعلي).
(٢) تقدمت تخريجاته.