فقال المأمون : هذا مستحيل من قبل أن رواياتكم أنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ آخى بين أصحابه وأخر عليا ، فقال له في ذلك ، فقال : وما أخرتك إلا لنفسي (١) ، فأي الروايتين ثبتت بطلت الأخرى.
قال الاخر : إن عليا ـ عليه السلام ـ قال على المنبر : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر (٢).
قال المأمون : هذا مستحيل من قبل أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لو علم أنهما أفضل ما ولى عليهما مرة عمرو بن العاص (٣) ، ومرة أسامة بن زيد (٤).
ومما يكذب هذه الرواية قول علي ـ عليه السلام ـ لما قبض النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : وأنا أولى بمجلسه وهو مني بقميصي ، ولكني أشفقت أن يرجع الناس كفارا (٥) ، وقوله ـ عليه السلام ـ : أنى يكونان خيرا مني وقد عبدت الله تعالى قبلهما وعبدته بعدهما (٦).
قال آخر : فإن أبا بكر أغلق بابه ، وقال : هل من مستقبل فأقيله؟ فقال
__________________
وقد ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ١١ ص ٤٩ جملة من هذه الأحاديث الموضوعة ، ومنها هذا الحديث (لو كنت متخذا خليلا) وقال عنه : إنهم وضعوه في مقابلة حديث الأخاء.
(١) صحيح الترمذي ج ٥ ص ٥٩٥ ح ٣٧٢٠ ، المستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٤.
(٢) رواه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة من عدة طرق في ج ١ ص ٧٦ ح ٤٠ وص ٧٩ ح ٤٣ و ٤٤ وص ٨٠ ح ٤٥ وص ٩١ ح ٦٠ وص ٢٢٣ ح ٢٦٠ وص ٣٦٥ ح ٥٣٦ ، تاريخ بغداد ج ١٠ ص ١١٤ ، والضعفاء الكبير للعقيلي ج ٣ ص ١٨١.
(٣) انظر : الكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٣٢.
(٤) انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٦ ص ٥٢.
(٥) روي نحوه في بناء المقالة الفاطمية ص ٤١٠ ، واللالي المصنوعة ج ١ ص ٣٦١.
(٦) ورد باختلاف في ذخائر العقبى ص ٥٨ ، الرياض النضرة ج ٣ ص ١١١ ، الأحتجاج للطبرسي ج ١ ص ١٥٧ ، بناء المقالة الفاطمية ص ٣٢٧.