وسط النعم الموفورة
عليها ، وينبغي التنبه الىٰ ان شكر النعمة لا يأتي عبر شبكة من حروف الشكر والثناء ، ولكن الشكر هو العمل (
اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا )
، وأقلّ العمل هو عدم
المعصية ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: «
أقلّ ما يلزمكم الله ألّا تستعينوا بنعمه علىٰ معاصيه »
.
من
اللجاجة الىٰ التشدّد
وقعت لبني اسرائيل حادثة قتل ، فجهلوا
القاتل وأخذوا يتراشقون التهم فيما بينهم ، فكل جماعة أو قبيلة ترمي الأخرىٰ بتهمة القتل ، فتهدّد النظام
الاجتماعي بينهم ، وانتشر الرعب والخوف في أواسطهم ، وحينئذٍ لم يجدوا حلاً غير اللجوء إلىٰ شاهد الأمة ونبيها آنذالك كليم الله موسىٰ عليهالسلام ، وهنا يبدأ
الاختبار وتظهر المواقف ، فأمرهم عليهالسلام
أن يذجوا بقرة أيّة بقرة دون أن يشترط عليهم واحدة منها ، وإذا بهم يواجهونه بصلف (
قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )
فقد تجرؤوا
علىٰ رسول الله السماء واتهموه بالسفه وعدم الجدية والمزاح !
وبعد هذا المنطق الفجّ أخذوا يتساءلون
ويثيرون جملةً من الاستفهامات عن أوصاف هذه البقرة حتىٰ انتهت القصة باختيار بقرة لدىٰ فتىٰ من
بني إسرائيل دفعوا عوضها « ذهباً » وهو نوع تأديب للذين حكمتهم رؤوس الأموال والقيم
_______________________