يقولون : أخطأ من الذباب ، وأصفىٰ من لعاب الجراد ، وأعزّ من مخ بعوضة ، انما يقصدون بذلك المعاني التي وراء هذا الأمثال.
٤ ـ سنة الابتلاء والامتحان نفسها ؛ ليفوز من يفوز بإيمانه ، وليضل من كفر ، فمن طبيعة المؤمنين أنهم يتلقّون ما يأتيهم ممتثلين طائعين ويزيدهم إيماناً إلىٰ إيمانهم ، ولكن الذين كفروا يكابرون فيتساءلون متنكرين لأمثلة يضربها القرآن الكريم : كيف يستخدم صغير الأشياء أو حقيرها كالذباب والعنكبوت وغيرها ؟
وهكذا يُبتلى الإنسان بسنة الامتحان ، فيهتدي بعضهم ، ويضل كثير ، كلّ حسب استعداده للهداية والضلال.
نماء الإنفاق
( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (١).
إن القران الكريم أولىٰ مسألة الانفاق في سبيل الله أهمية كبيرة ، ففي هذا المقطع الكريم من القرآن أوضحت الآيات المباركة ضوابط أساسية في هذا الانفاق كحضور النيّة الخالصة ، وإبطال الانفاق بالرياء وبإتباعه بالمنّ والأذىٰ ، وأن يكون المال طيّباً لا خبيثاً. وتنطلق هذه الأهمية لمسألة الانفاق من كون
_______________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٢٦١.