المُقدَّمةُ
الحمد لله حمد الشاكرين وأفضل الصلاة وأشرف التسليم علىٰ رسول الإنسانية محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
أشارت النصوص المباركة إلىٰ نورانية هذا القرآن العظيم الهادية إلىٰ الحق.
قال تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ) (١).
وقال جلّ شأنه : ( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ) (٢).
وقال أمير المؤمنين علي عليهالسلام : « ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه وسراجاً لا يخبو توقّده » (٣).
نختار من هذا النور القدسي حزماً نستضيء بها في مفهوم معين أو حالة أو حادثة وربما توجيه ليقف القارئ اللبيب علىٰ مضامين من هذه الأنوار لتسهم بدورها في وضوح الطريق ولتبدد ظلمة الأفكار البشرية المتربّصة لمواجهة الفكر القرآني الأصيل مثيرين الجانب الأجتماعي لهذه الحالات والوقائع والمفاهيم القرآنية المباركة ، ومبرزين بقدرٍ قيمة ما تتركه من بعد اجتماعي ؛ لما في ذلك العبد من حصة وافية وسهم عريض في إعادة الثقة بحركة الإنسان المسلم الذي ينتمي لهذه القيم والمبادئ من جهة ، ومن جهة أخرىٰ فان العبد
_______________________
(١) سورة النساء : ٤ / ١٧٤.
(٢) سورة المائدة : ٥ / ١٥ ـ ١٦.
(٣) بحار الأنوار ٢١ : ٩٢.