بِنُورِهِمْ ) (١) فعدّىٰ الفعل بالحرف ولم يعدّه من باب « الإفعال » ، و « الباء » بمعنىٰ « مع » . فأذهبه : أزاله وجعله ذاهباً ، وأما ذهب به فمعناه استصحبه ، والمعنىٰ يكون أخذ الله نورهم وأمسكه ( وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ ) (٢) وهو أبلغ من الاذهاب ، وحين ذهب الله بنورهم تركهم يخبطون في ظلماتهم لا يسمعون ولا يتكلمون ولا يرون ، وسدّت عليهم منافذ الرحمة « السمع والقول والبصر » وسوف لا يرجعون الىٰ الهدىٰ لتمسّكهم بحالة النفاق.
ضياع المنافقين
قال تعالىٰ : ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٣).
الصيب : المطر والسحاب. والظلمات : ظلمات السحاب وظلمات الليل وظلمات المطر بتتابع قطراته. الرعد : الصوت المسموع من السحاب. البرق : ما يلمع من السحاب. الصاعقة : قصف الرعد ، وتحصل فيه شعلة من نار مدمّرة إلَّا انها سريعة الخمود. الخطف : الأخذ بسرعة.
_______________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٧.
(٢) سورة فاطر : ٣٥ / ٢.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ١٩ ـ ٢٠.