بالاستقامة ، وهذا المعنىٰ
متأتٍ من القيام الذي فيه قوام الشيء وأحسن حالات الظهور له ، فحين يكون الشيء قائماً يختلف عما هو منبطح أو جاثٍ أو متسلّق أو قاعد أو منكبّ.
أما الاستقامة فهي تتطلّب القيام من ذلك
الشيء ، فاستقامة الطريق : اتصافه بما يقصد من الطريق كالاستواء والوضوح ، واستقامة الإنسان في أمر : أن يطلب من نفسه القيام به وإصلاحه بحيث لا يتطرّق إليه فساد ولا نقص ، وهذه الاستقامة هي التي تحفظ للإنسان هويّته وجوهر تحرّكه السليم.
ومهما يكن من أمر فإن الاستقامة لها
مراتب عالية ، ويمكنها أن تتدرّج إلىٰ مستويات دنيا لتحكم حركة المؤمن بقضية ومبدأ وعقيدة في هذه المستويات جميعها.
إذن فمتىٰ بأيّ مقطع زمني نحتاج
هذا المفهوم بزخم أكبر ؟ اننا بحقّ نشعر بالحاجة القوية له حين تتعرّض الأفهام ـ بعد أن استقرت ـ إلىٰ ضغوط فكريّة وشبهات وعمليات تشويش وإيذاء فكري أو ثقافي ، وحين تتعرّض موافقنا إلىٰ افتتان وسط حرارة الامتحان وقساوة الابتلاء ؛ لأنّ فيه السلامة من آثار
تلك الضغوط والشبهات قال أمير المؤمنين عليهالسلام
: «
من لزم الاستقامة لزمته السلامة » .
فالاستقامة هي الدرع الواقي لحركة هذا
المؤمن بعقيدته وقضيته ولتصوراته كذلك ، وبدونها يمكن أن يأخذه افتتان الأهواء والاغراءات وحلاوة المال
_______________________