فأي كلمة تلك التي توصف بالشجرة ذات
العطاء ، وإنها لا تزحزحها الرياح والعواصف ، ولا تتراجع أمام ضغط الانحراف لثبوت أصلها ، وهي شامخة سامقة عالية تتنزّه عن القذارة بعلوّها ، ثمّ انها دائمة الثمر والعطاء ، فأيّ
كلمة هذه ؟ في حين ان هناك كلمة فاقدة لكلّ عناصر القوّة المذكورة ، كالشجرة الخبيثة جمعت كلّ خبيث ، وتفرّغت من كلّ طيب ، لا تثبت تحت حرارة الصراع ورياح المعركة ، فهي لا تمتلك من الأرض عمقاً ، وانما تعيش جذورها تحت سطح الأرض مباشرة ، ما تلبث أن تسقط صريعة.
ويذكّر القرآن الكريم بدور الكلمة
الطيّبة الثابتة في تثبيت المؤمنين وتمكينهم من الصراح أمام الباطل المهزوم ، فيقول تعالىٰ : (
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ
اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )
.
ففي صراع العقائد والطروحات تتأكّد
الحاجة لعفّة الكملة قال الإمام الباقر عليهالسلام
: «
قولوا للناس أحسن ما تحبُّون أن يقال فيكم »
.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «
الكلمة الطيّبة صدقة » ، فهي من شأنها أن
تكبر وتنمو دون أن تمحق أو تبطل.
_______________________