أبو عبد الله عليهالسلام بالمدينة سنة ثلاث من الهجرة) ، انتهى.
قلت : تلخّص من هذا أن الأرجح أن عام مولده الشريف هو الرابع من الهجرة وهو الأشهر ؛ ولأنه الموافق لما قدّمناه من أن الأشهر الأظهر أن عام مولد أخيه الحسن صلوات الله وسلامه عليهما سنة [ثلاث (١)] ، ولا ريب أن مولد الحسين عليهالسلام هو العام الثاني من مولد أخيه الحسن ، صلوات الله وسلامه عليهما.
ويحمل ما دلّ على القول بأنه سنة [ثلاث (٢)] ، كروايتي ابن جرير السابقتين في ميلاد أخيه عليهالسلام ، على معنى أن الحمل به وقع سنة [ثلاث (٣)] ، وأن مولده العميم البركة في الخامس والعشرين من ربيع المولد. ويدلّ عليه روايات كثيرة ، وقد عمل بها جماعة كما سمعت ، منها ما أشار له المجلسيّ (٤) أنه ورد في روايات صحيحة أنه لم يكن بين ولادة الحسنين إلّا ستة أشهر وعشراً ، وقد عرفت أن الإجماع والنصّ الّذي عليه عمل العصابة وفتاواهم في عامّة الأصقاع والأزمان أن مولد أخيه الحسن في منتصف شهر رمضان ، فلا عبرة بما حكم بإمكانه المجلسيّ من منعه من كونها في منتصف شهر رمضان ، فهو كفرض إمكان ألّا توجد السماء. ومن ذلك ما رواه الكليني رحمهالله بسنده إلى أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال كان بين الحسن والحسين عليهماالسلام طهر ، وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشر (٥).
وما رواه بسنده عن الصادق عليهالسلام أنه فسّر قوله عزوجل (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (٦) بالحسين عليهالسلام ، فإنّ الفصال التامّ سنتان ، فيبقى للحمل ستّة أشهر. وفي آخر هذه الرواية قال عليهالسلام ولم يرضع الحسين عليهالسلام من فاطمة عليهاالسلام ولا من أُنثى. كان يؤتى به
__________________
(١) في المخطوط : (الثالثة).
(٢) في المخطوط : (سنة الرابعة) ، والصحيح أنه سنة ثلاث كما أثبتناه ؛ إذ به يتمّ توجيه رواية ابن جرير الطبريّ الناصّة على أنه عليهالسلام ولد سنة ثلاث من الهجرة ، ويدلّ عليه أيضاً روايتاه المتقدّمتان في ميلاد أخيه الحسن السبط عليهالسلام حيث نصّ هناك على كون ولادته عليهالسلام سنة اثنتين من الهجرة المشرّفة.
(٣) في المخطوط : (الثالثة).
(٤) مرآة العقول ٥ : ٣٦١.
(٥) الكافي ١ : ٤٦٣ ٤٦٤ / ٢.
(٦) الأحقاف : ١٥.