بعد الهجرة بالمدينة. عاش أمير المؤمنين سلام الله عليه مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاثاً وثلاثين سنة عرفيّة ، وبعده ثلاثين سنة عرفيّة .. وضربه ابن ملجم لعنه الله وجميع خلقه ليلة الجمعة التاسعة عشرة من شهر رمضان المعظّم بسيف مسموم) (١).
وهي من ليالي القدر الثلاث ، وفيها تكتب الأرزاق ، وتنزل صكاك الحاجّ ، وتكتب الآجال ، لكن لله فيها البداء.
وانتقل إلى جوار الله ليلة الأحد الحادية والعشرين منه وهي أحد ليالي القدر أيضاً ، وفيها يمحو الله ما يشاء ويثبت ما نزل في التاسعة عشرة فيقدّر فيها ما يشاء. وفيها كان الإسراء برسول الله صلىاللهعليهوآله ، وفيها قبض موسى بن عمران ، وفيها قبض يوشع ابن نون ، ورفع عيسى ، سلام الله عليهم أجمعين (٢).
ومال بعض المعاصرين إلى أن وفاته كانت [في] الليلة الثالثة والعشرين (٣). وهو محجوج بالنصّ (٤) والإجماع قولاً وعملاً في سائر الأزمان والأصقاع ، فدليله شاذّ محمول على التقيّة ؛ لأنه قول بعض العامّة.
وفي (التهذيب) أنه مات ليلة الجمعة (٥) ، فيكون ليلة ضربه ابن ملجم لعنه الله الأربعاء ، وهذا أظهر وأوفق ؛ لأنه ولد يوم الجمعة فيتطابق البدء والعود ، أو قل : البدءان ، والأوّل أوفق بنسبة يوم الأحد من الأُسبوع له ، والله العالم.
شهادته عليهالسلام
قال الشيخ عبد الله بن صالح البحرانيّ : (ضُرب عليهالسلام ليلة تسع عشرة من شهر رمضان عند الفجر [سنة] أربعين من الهجرة ، ضربه عبد الرحمن بن ملجم بالسيف على أُمّ رأسه في محرابه بمسجد الكوفة ، وقبض ليلة الجمعة الحادية والعشرين منه ،
__________________
(١) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) : ١١ / ١ : ٥ ، ٦ ، ٩.
(٢) انظر تهذيب الأحكام ١ : ١١٤ / ٣٠١.
(٣) لم نجده عند من عاصر المصنّف رحمهالله ، انظر العدد القويّة : ٢٣٥.
(٤) بحار الأنوار ٤٢ : ٢١٣ / ١٣.
(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ١٩ / ب ١٦.