وبسنده عن أبي بكر الحضرمي قال إنّ جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سمّت الحسن بن علي عليهالسلام وسمّت مولاة له ، فأمّا الموالاة فقاءت السم ، وأما الحسن فاستمسك في بطنه ثمّ انتقض به فمات (١) ، انتهى.
وقال الشيخ في (التهذيب) في ترجمته : (ولد عليهالسلام بالمدينة في شهر رمضان في سنة اثنتين من الهجرة ، وقبض في المدينة مسموماً في صفر سنة تسع وأربعين من الهجرة ، وكان سنّه يومئذ سبعاً وأربعين سنة ، ودفن بالبقيع) (٢) ، انتهى.
وقال الشيخ في (المصباح) : (ولليلتين بقيتا منه يعني : صفر سنة عشر من الهجرة كانت وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله. وفي مثله من سنة خمسين من الهجرة كانت وفاة أبي محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام) (٣) ، انتهى.
وبالجملة ، فالإجماع تحقق على أن شهر وفاته صفر ، والشهرة الأكيدة على أنها الثامن والعشرون منه. هذا بحسب الفتوى ، وجميع ما وقفنا عليه من النصوص يدلّ عليه ، بل لم نجد من النصّ ما يخالفه بوجه. فالظاهر تحقّق الإجماع المشهوري في ذلك ، ولا يضره قول صاحب (الدروس) والكفعمي إن يوم وفاته السابع من صفر وإن اشتهر العمل به في بلدنا بين العوام دون العلماء ؛ إذ لا دليل عليه من نص ولا عقل. ولا منافاة بين القول بأنه عام خمسين وأنه عام تسع وأربعين ، ولا بين القول بأنه ابن سبع وأربعين والقول بأنه ابن ثمانٍ وأربعين ؛ لإمكان الجمع بينها بالعرف العامّ في العام.
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٦٢.
(٢) تهذيب الأحكام ٣ : ٣٩ / ب ١١.
(٣) مصباح المتهجّد : ٧٣٢ (حجري).