على أن قال : (هذا موافق لرواية السجستاني) (١).
ثمّ أخذ في ذكر الخلاف في موتها ومولدها ومدّة عمرها ، وقد غفل عمّا قلناه ، فإنّ الرواية إنّما تدلّ على بعض العبارة دون بعض. ومقتضى العبارة العمل بحديث السجستانيّ وما دلّ من الأخبار على أنها عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً ، وفيه ما عرفت. والعمل بهما يستلزم العمل بما لم يقل به أحد من الخاصّة والعامّة من أن يوم مولدها العميم البركة [الثامن والعشرين من (٢)] صفر. وإنّما يجتمع خبر السجستانيّ مع بعض ما دلّ على أن موتها بعد أبيها بأكثر من خمسة وسبعين يوماً أو أقلّ.
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (الأظهر في روايات أصحابنا أنّها ولدت سنة خمس من المبعث بمكّة في العشرين من جمادى الآخرة ، وقبض النبيّ صلىاللهعليهوآله ولها ثماني عشرة سنة ، وسبعة أشهر. وعن جابر بن يزيد قال : سئل الباقر عليهالسلام : كم عاشت فاطمة عليهاالسلام بعد أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال أربعة أشهر ، وتوفّيت ولها ثلاث وعشرون سنة.
وهذا قريب ممّا روته العامة أنّها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد رسول الله صلىاللهعليهوآله فيكون بعد المبعث بسنة) (٣) ، انتهى.
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (ولدت بمكّة بعد المبعث بخمس سنين كما ذكره الكلينيّ (٤) ، والشهيد في (الدروس) (٥) ، وقيل : بعد المبعث بسنتين (٦) ، وفي روايات العامة بعد المبعث بخمس سنين باليوم العشرين من جمادى الآخرة كما اعتمده الشيخ في (المصباح) (٧) والمجلسيّ في (زاد المعاد) (٨) وذكر أنه رواه الشيخ الجليل محمّد بن جرير الطبريّ في (دلائل الإمامة) (٩) بسند معتبر عن الصادق عليهالسلام) ، انتهى.
وقال الشيخ رحمهالله في (المصباح) : (جمادى الآخرة. الثالث فيه كانت وفاة فاطمة
__________________
(١) مرآة العقول ٥ : ٣١٢.
(٢) في المخطوط : (ثامن وعشرون).
(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى : ١٥٤.
(٤) الكافي ١ : ٤٥٨.
(٥) الدروس ٢ : ٦.
(٦) مصباح المتهجّد : ٧٣٣ (حجريّ).
(٧) مصباح المتهجد : ٧٣٣.
(٨) زاد المعاد : ٤٥٦ (حجري فارسيّ).
(٩) دلائل الإمامة : ١٤٣ / ٤٣ ٤٤.