وهي التي قبض فيها يوشع وصيّ موسى بن عمران عليهماالسلام (١) ، كما رواه زرارة بسند معتبر عن أحدهما عليهماالسلام. هذا هو الصحيح من الأقوال في اليومين.
وقيل : ضرب ليلة سبع عشرة (٢) ، وقيل : ليلة إحدى وعشرين (٣) ، وقيل : [في الليلة الثالثة والعشرين (٤) ، والمعتمد ما ذكرناه) ، انتهى.
قلت : الظاهر أن هذه الأقوال غير المختارة كلّها من أقوال العامّة كما يُشهد به السبر.
وقال الشيخ المفيد في (الإرشاد) : (كانت وفاة أمير المؤمنين عليهالسلام ليلة الجمعة ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، ضربه ابن ملجم على أُمّ رأسه بالسيف ، وكان مسموماً ، فمكث يوم تسعة عشر ، وليلة عشرين ويومها ، وليلة إحدى وعشرين إلى نحو الثلث من الليل ، ثمّ قضى نحبه شهيداً. وتولّى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين عليهماالسلام ودفناه بالغريّ من نجف الكوفة) (٥).
بقي الكلام فيما رواه الكلينيّ في باب النصّ على الأئمّة الاثني عشر عن أبي الطفيل من حديث الهاروني أن أمير المؤمنين عليهالسلام لمّا سأله الهاروني : كم يعيش وصيّ محمّد من بعده؟ قال عليهالسلام يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوماً ولا ينقص يوماً (٦) من الإشكال البيّن حيث إن أقوال أصحابنا في وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله منحصرة كما عرفت في قولي : الكليني على أنها ثاني عشر ربيع الأوّل ، والمشهور على أنها ثامن وعشرين صفر. ووفاة أمير المؤمنين عليهالسلام في الحادي والعشرين من شهر الله المعظّم شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة اتفاقاً كما قال المجلسيّ في شرح الأُصول : ([وعلى أيّ تقدير ، تكون المدّة التي بينه صلىاللهعليهوآله وبين وفاة أمير المؤمنين صلوات الله عليه الواقعة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ـ
__________________
(١) انظر تهذيب الأحكام ١ : ١١٤ / ٣٠١.
(٢) مطالب السؤول : ١٨٢ ، كشف الغمّة ٢ : ٦٣.
(٣) كشف الغمّة ٢ : ٦٣.
(٤) مطالب السؤول : ١٧٣ ، كشف الغمّة ٢ : ٦٣.
(٥) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ١ : ٩ ١٠.
(٦) الكافي ١ : ٥٢٩ ٥٣٠ / ٥.