الذراع المشويّ) (١). فإنه ظاهر السقوط ، فإنّ الله أظهر بمنع ذلك السمّ عن مقتضى طبعه ، ومنعه عن التأثير في نبيّه ومن أكل منه بأمره معجزة عظيمة لرسول الله صلىاللهعليهوآله وبرهاناً على صدق رسالته ، فكيف يعمل فيه حتّى يقتله؟ ما هذا إلّا تنافٍ. وممّا يدلّك على أن الرسول صلىاللهعليهوآله ما مات به ، وأن ذلك السمّ لم يبقَ له قوّة ولا تأثير أصلاً أن أمير المؤمنين عليهالسلام لم يضرّه ذلك السمّ أصلاً ولا مات به إجماعاً. فلو كان ذلك السم أثّر في النبي صلىاللهعليهوآله لأثّر في أمير المؤمنين عليهالسلام بطريق أولى ، فكيف يؤثّر في الرسول صلىاللهعليهوآله ولا يؤثر في أمير المؤمنين عليهالسلام ، وإنّما منع أثره في أمير المؤمنين رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فكيف يمنعه عن التأثير في أمير المؤمنين عليهالسلام ولا يقدر أن يمنعه عن نفسه؟ والأمير عليهالسلام إنّما احتجب عن ذلك السمّ برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكنّه كما في خبر العياشيّ إنّهما سقتاه (٢) السم.
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٢ : ٥١٦.
(٢) تفسير العيّاشي ١ : ٢٢٤ / ١٥٢ ، وليس فيه لفظ : «السم» ، انظر الصفحة السابقة.