حيث إن بدء خلق الدنيا والشمس على وتد الرأس ودائرة نصف نهار الوجود ، ولا ينافي كونه في هذا العالم ليلاً. ولذلك وجه آخر يظهر بالتأمّل فتفطّن جيّداً.
ومبدأ (١) ولادته المباركة في الدار التي اشتهرت بدار محمّد بن يوسف في شعب أبي طالب ، وهي دار أبيه في الزاوية القصوى عن يسارك وأنت داخل الدار ، وهي الآن مسجد.
وقال الشيخ عبد الله بن صالح البحراني (٢) : (نبيّنا محمَّد صلىاللهعليهوآله ولد في مكة عام الفيل اتّفاقاً عند طلوع الفجر باليوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل على ما هو المشهور بين أصحابنا وعليه المعوّل ، وبه قال الشيخ والمفيد ، واعتمده كلّ من تأخّر عنهما كالشهيد والمجلسيّ وغيرهما. وذهب الكلينيّ إلى أن مولده الثاني عشر منه وهو مشهور العامّة ، والمشهور في رواياتنا ما عليه مشهور علمائنا) ، انتهى.
والمشهور أن أباه توفّيَ وهو حمل ، وعليه دلّ الدليل ، ومات أبوه في المدينة [وهو] ابن خمس وعشرين سنة.
وفي مناقب ابن شهرآشوب : (توفّيَ أبوه وهو ابن شهرين ، ودفن في دار النابغة على مشهور المؤرّخين ، ونصّ عليه الطبريّ (٣) وغيره (٤). ومشهورهم أن امّه توفّيت بالأبواء بين مكّة والمدينة ، وهو صلىاللهعليهوآله ابن أربع سنين. وقيل : ابن ثمانية وعشرين شهراً. وهو الأرجح.
__________________
(١) كذا في المخطوط.
(٢) العالم العامل ، المحدّث الصالح الشيخ عبد الله ابن الحاج صالح بن جمعة السماهيجي البحراني. ينسب إلى (سماهيج) ، وهي إحدى قرى جزيرة صغيرة قرب اوال. له كثير من المصنفات أوردها في إجازته الكبيرة للشيخ ناصر الخطّي عام (١١٢٨) هـ في بهبهان ، ومنها رسالة (التهاني والتعازي في مواليد النبيّ والأئمّة صلّى الله عليه وعليهم ووفياتهم) الّتي ينقل عنها المصنّف رحمهالله في هذه الرسالة. توفّيَ رحمهالله في بهبهان ليلة الأربعاء (٩ / جمادى الثانية / ١١٣٥ ه). انظر : لؤلؤة البحرين ٩٦ ١٠٣ ، أنوار البدرين : ١٤٨ ١٥٣.
(٣) تاريخ الطبريّ ١ : ٥٠١.
(٤) تاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) : ٥٠.