قال الفاضل النظام النيسابوري في تفسير سورة (النساء) عند الكلام على (تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) ـ : (من قرأ والأرحام بالجرّ فللعطف على الضمير المجرور في به ، وهذا وإن كان مستنكراً عند النحاة بدون إعادة الخافض لأن الضمير المتّصل من تتمّة ما قبله ولا سيما المجرور ، فأشبه العطف على بعض الكلمة إلّا إن قراءة حمزة ممّا ثبت بالتواتر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلا يجوز الطعن فيها لقياسات نحويّة واهية كبيت العنكبوت) (١) ، انتهى.
وقال الشيخ أبو علي الطبرسيّ في (مجمع البيان) : (واعلم أن عدد أهل الكوفة أصحّ الأعداد وأعلاها إسناداً ؛ لأنه مأخوذ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه من الصلاة أفضلها وتعضده الرواية الواردة عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال فاتحة الكتاب سبع آيات إحداهن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
إلى أن قال قدسسره الشريف ـ : (وأما حمزة فقرأ على جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله وسلامه عليهما وقرأ أيضاً على الأعمش سليمان بن مهران ، وهو قرأ على يحيى بن وثاب ، وهو قرأ على علقمة ومسروق والأسود بن يزيد ، وهم قرؤوا على عبد الله بن مسعود. وقرأ حمزة على حمران بن أعين ، أيضاً ، وهو قرأ على أبي الأسود الدؤلي ، وهو قرأ على علي بن أبي طالب ، عليه سلام الله) (٢).
وبالجملة ، فأخذ حمزة قراءته بالرواية عن أهل البيت عليهمالسلام ، وعن النبي صلىاللهعليهوآله ممّا لم نعثر فيه على خلاف ، وذكر من صرّح به ونصّ عليه لا يسعه مجلد ، فأين هذا من قوله : (بمقتضى رأي الكوفية) مع أن الرضيّ نفسه قال في باب المفعول معه : (والبصريون يجوّزونه يعني العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار للضرورة وأمّا في حال (٣) السعة ، فيجوزونه بتكلّف ، وذلك بإضمار حرف الجر ، [مع أنه (٤)] لا يعمل مقدّراً لضعفه).
__________________
(١) غرائب القرآن ورغائب الفرقان ٢ : ٣٤١.
(٢) مجمع البيان ١ : ٨ ١٠.
(٣) ليست في المصدر.
(٤) من المصدر ، وفي المخطوط : (بأنه).