ودليله لا
ينافي ما ثبت بالنصّ والإجماع من أنّ امّه هي المسماة من غير معارض
أصلاً ، بل الإجماع في جميع الأزمان والأصقاع سبقه ولحقه ، فإنه لو تدبّر ما ورد
من النصوص المتكثّرة في بيان مبدأ خلق الإمام ، لعلم أن ما استند إليه لا يدلّ على
دعواه ، ولا ينافي ما هو المجمع عليه بين الأمّة من غير نكير.
وبيانه يخرجنا
عن موضوع الرسالة ، لكنّه يعرفه كلّ من تعلّق بأدنى غصن من شجرة الحكمة ، بل قد
ورد عنه عليهالسلام في الكتب المعتبرة أنه قال ولدني أبو بكر مرّتين يشير به إلى
تولّد امّه من محمّد وعبد الرحمن ابني أبي بكر ، والله العالم.
وفاته
عليهالسلام
وأمّا انتقاله
إلى دار كرامة الله تعالى ، فقال الكلينيّ رحمهالله : (مضى عليهالسلام في شوّال من سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وله خمس وستون
سنة ، ودفن في البقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه وجدّه والحسن بن علي عليهمالسلام) .
وقال الشيخ عبد
الله بن صالح : (قبض عليهالسلام في شوّال على ما ذكره الكلينيّ في (الكافي) ، والمفيد
في (الإرشاد) ، والشيخ في (التهذيب) ، والشهيد في (الدروس) ولم يعيّنوا اليوم منه.
وقيل : في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمانٍ وأربعين ومائة . وعليه اعتمد
صاحب كتاب (الحقائق الإيمانيّة) من أصحابنا ، والمشهور الأوّل).
وقال الطبرسيّ
في (إعلام الورى) : (مضى عليهالسلام ليلة النصف من رجب ، ويقال : في شوّال سنة ثمانٍ
وأربعين ومائة ، وله خمس وستّون سنة ، أقام منها مع أبيه وجدّه اثنتي عشرة سنة ،
ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة ، وتوفّيَ في
أيّام أبي جعفر المنصور بعد ما مضى من ملكه عشر سنين ، ودفن بالبقيع مع أبيه وجدّه
وعمّه الحسن عليهمالسلام) .
__________________