( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) ، تبيّن له تطابق الكتاب والسُنّة في هذا المورد تماماً ، وإنّهما يصدّقان بعضهما البعض ; فانظر هل ترىٰ من فطور ؟!
قال تعالىٰ : ( مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ) (١) صدق الله العليّ العظيم.
وكذا أخرج مسلم في صحيحه عن قيس ، عن عمّار ، أنّ حذيفة بن اليمان أخبره ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّىٰ يلج الجمل في سمّ الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم الدُّبيلة » (٢) ، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم (٣).
وأيضاً أخرج البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم ، عن سهل بن سعد ، قال : قال رسول الله : « إنّي فرطكم علىٰ الحوض ، مَن مرّ علَيَّ شَرِب ، ومَن شَرِب لم يظمأ أبداً ، ليرِدنّ علَيَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثمّ يحال بيني وبينهم » ..
قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عيّاش ، فقال : هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت : نعم. فقال : أشهدُ علىٰ أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها : « فأقول : إنّهم منّي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول : سحقاً سحقاً ! لمَن غيَّرَ بعدي » (٤).
وهذه الأحاديث رواها حفّاظ الحديث من أهل السُنّة بطرق كثيرة
__________________
(١) سورة الملك : الآية ٣ و ٤.
(٢) الدُّبيلة : خُرّاج ودُمّل كبير ، تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً ، وورد تفسيرها في بعض أحاديث الباب بأنّها : شهاب من نار يقع علىٰ نياط قلب أحدهم فيهلك.
(٣) صحيح مسلم ٨ / ١٢٢ ح ٩ ، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم.
(٤) صحيح البخاري ٧ / ٢٠٨ ، صحيح مسلم ٧ / ٦٦.