وعليه ؛ فلا معنىٰ لإلزام الإمامية ـ كما هو دأب الكتّاب من مخالفيهم ـ بكلّ رواية موجودة في كتبهم الحديثية ما لم تبلغ درجة الصحّة والتوثيق ، أو تبلغ درجة التواتر ، خاصة إذا كانت ممّا له علاقة بأُمور العقائد عندهم.
وفي ختام هذا الفصل نقول :
لِمَ ينكر المشاغبون علىٰ أئمّة الهدىٰ من آل محمّد عليهمالسلام أن يعلموا ما هو كائن إلىٰ يوم القيامة ، بينما يروون في كتبهم المعتبرة جواز مثل ذلك في حقّ أصحابهم ؟! أفلا يعدّ هذا قسمة ضيزىٰ ؟!
ومن ذلك : ما رواه مسلم في صحيحه ، قال : عن شقيق ، عن حذيفة ، قال : قام فينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم مقاماً ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلىٰ قيام الساعة إلاّ حدّث به ، حفظه مَن حفظه ، ونسيه مَن نسيه ، قد علمه أصحابي هؤلاء ، وإنّه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثمّ إذا رآه عرفه (١) ؛ فتدبّر !!
* * *
__________________
(١) صحيح مسلم ٨ / ١٧٢ باب : إخبار النبي في ما يكون إلىٰ قيام الساعة.