قال السيّد هاشم معروف عن كتاب الكافي : ومع أنّه نال إعجاب الجميع وتقديرهم لم يغالِ به أحد غلوّ محدّثي السُنّة في البخاري ، ولم يدّعِ أحد بأنّه : صحيح بجميع مروياته ، لا يقبل المراجعة والمناقشة ، سوىٰ جماعة من المتقدّمين ، تعرّضوا للنقد اللاذع من بعض مَن تأخّر عنهم من الفقهاء والمحدِّثين ، ولم يقل أحد بأنّ : مَن روى عنه الكليني فقد جاز القنطرة ، كما قال الكثيرون من محدّثي السُنّة في البخاري ، بل وقف منه بعضهم موقف الناقد لمروياته من ناحية ضعف رجالها ، وإرسال بعضها ، وتقطيعها ، وغير ذلك من الطعون التي تخفّف من حدّة الحماس له والتعصّب لمروياته (١).
وقال الشيخ فخر الدين الطريحي : وأمّا الكافي فجميع أحاديثه حصرت في « ١٦١٩٩ » ستّة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثاً ، الصحيح منها باصطلاح مَن تأخّر : (٥٠٧٢) خمسة آلاف واثنان وسبعون ، والحَسَن : (١٤٩) مائة وتسعة وأربعون حديثاً ، والموثّق : (١١١٨) ألف ومائة وثمانية عشر حديثاً ، والقوي منها : (٣٠٢) اثنان وثلاثمائة ، والضعيف منها : (٩٤٨٥) تسعة آلاف وأربعمائة وخمسة وثمانون حديثاً ، والله أعلم (٢).
وقال السيد المحقّق الخوئي قدسسره : لم تثبت صحّة جميع روايات الكافي ، بل لا شكّ في أنّ بعضها ضعيفة ، بل إنّ بعضها يطمأن بعدم صدورها من المعصوم عليهالسلام (٣).
__________________
(١) دراسات في الحديث والمحدِّثين : ١٣٢.
(٢) جامع المقال : ١٩٣.
(٣) معجم رجال الحديث ١ / ٨٦.