وفي الختام ..
آمل أن يعيد الكاتب قراءة نهج البلاغة مرّة ثانية ، ويقدّم بحثاً متكاملاً نافعاً ، ينفع به نفسه والآخرين ، ليهش ويسعد به الناس حقيقةً ، كما يهش ويسعد به هو !
ولا يغرّن الكاتب انفراج أسارير بعض أحبابه وإخوانه لقراءته المبتسرة هذه ; فإنّهم لا يغنون عنه من الحقّ شيئاً ، ولا هم بنافعيه يوم القيامة ، يوم يأتي كلّ إنسان طائره في عنقه ، ( وَكُلَّ إِنْسِن أَلْزَمْنَهُ طَبِرَهُ فِى عُنُقِهِى وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ كِتَبًا يَلْقَلهُ مَنشُورًا ) (١) ، ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَحِبَتِهِى وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) (٢) ..
فإنّ أغلب الظنّ أنّ هؤلاء الأحباب والإخوان إن لم تكن أساريرهم قد انفرجت مجاملة له ، فإنّ الظاهر منهم أنّه لم يكن لهم حظّ من العلم ليتمكّنوا من ملاحظة الهفوات والفجوات في الدعاوىٰ المعروضة عليهم. والّتي سيطّلع القارئ عليها بالتفصيل عند متابعته معنا لقراءة في نهج البلاغة وتصحيحها.
أسأل الله تعالىٰ أن يمنّ علىٰ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بجمع الكلمة ، وأن يوحّد صفوفهم بوحدة حقيقية في الأُصول والفروع يغيظون بها عدوّ الله وعدوّهم من اليهود والنصارىٰ المستكبرين ، وأن يجنّبهم شرّ العصبيات والأهواء. فقد وصلت الأخبار إلينا ، ونحن علىٰ
__________________
(١) سورة الإسراء : الآية ١٣.
(٢) سورة عبس : الآيات ٣٤ ـ ٣٧.