وشك الانتهاء من هذا الكتاب بأنّ أهل السُنّة في أفغانستان وخصوصاً الوهّابيّين يعملون علىٰ قتل الشيعة قتلاً جماعياً لا لشيء سوىٰ كونهم شيعة لآل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم !! وأنّهم لا يستثنون من القتل من الذكور ممّن بلغ سبع سنين فما فوق !! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وأقول :
لو أنّ الوهّابيّين في أفغانستان أقبلوا علىٰ عرض آراء حركتهم (١) ، وفق المنهج الّذي يريده الله عزّ وجلّ في الدعوة إلىٰ الحقّ ، كما جاء في قوله تعالىٰ : ( ادْعُ إلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَدِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين ) (٢) ..
وأنّهم ابتعدوا عن الدعوة إلىٰ ما يبغون إليه بالسلاح والحراب ، لكان ذلك أقوىٰ مؤيّد لهم علىٰ مشروعية دعوتهم ونورانيّتها إن كان لها نور ، فقد استدلّ العلماء سابقاً علىٰ كون أعجاز القرآن هو البلاغة وذلك حينما علموا بأنّ المشركين من العرب قد خرجوا علىٰ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالسنان والحراب
__________________
(١) الوهّابية ليست مذهباً دينياً ، وإنّما هي حركة سياسية كان الهدف من إنشائها في القرن الثامن عشر الميلادي ، أيام الاحتلال البريطاني للجزيرة العربية بالتعاون بين آل سعود وبريطانيا ، هو ضرب الإسلام من الداخل وفق طريقة جديدة اكتشفها الاستعمار الغربي الكافر ، ألا وهي ضرب الدين بالدين ; فقد اكتشف هذا الاستعمار الكافر بأنّ الوسائل القديمة في السيطرة علىٰ خيرات المسلمين وإضعاف قوّتهم قد باءت بالفشل ، فابتكر هذه الطريقة الجديدة المدعومة بالسلطة والمال والسلاح ..
راجع كتابنا : حقيقة الوهّابية الجزء الأوّل منه ، وبالذات الفصل الأوّل الخاصّ بتاريخ الحركة الوهّابية ; لتقف علىٰ بيان هذا المعنىٰ بالتفصيل.
(٢) سورة النحل : الآية ١٢٥.