مسألة : عن قوله تعالى : ( وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ) (١) والشيء يتشرّف بعمله وهؤلاء المقسم بهم ممّن لا عمل لهم يشرّفون ولا نعلم عاقلا يعلم بعقله تعظيم هذا القسم وتشريفه إلّا بالسمع فما الكلام في ذلك؟.
الجواب : قيل في ذلك قولان :
أحدهما روى عن الأئمة عليهمالسلام من « أنّ الله تعالى يقسم بما شاء من خلقه وليس للعباد أن يقسموا إلّا بالله تعالى أو بشيء من أسمائه.
والثاني أن المراد وربّ الفجر وليال عشر وربّ الشفع والوتر وربّ الليل إذا يسر. وإنّما حذف اختصارا ، وعلى هذا يكون القسم بالله تعالى ولا شبهة فيه.
مسألة : عن قوله تعالى : ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً ) (٢) ونحن نعلم أن الله تعالى لا يفعل لعباده إلّا أصلح الأشياء لهم من طول عمر أو قصره أو صحة جسم أو سقمه أوسعه رزق أو تقتيره فما الكلام في ذلك؟.
الجواب : اللام في الآية للعاقبة ، والتقدير إنّ عاقبتهم الازدياد من الإثم دون أن يكون غرضه ذلك كما قال ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ) (٣) وما التقطوه لذلك ولكن كانت عاقبته كذلك ، ويقال : « للموت ما تلد الوالدة » ، « ولخراب الدهر تبنى المساكن ، » والمراد بذلك كلّه العاقبة.
وقال قوم : التقدير : ولا تحسبنّ الذين كفروا إنّما نملي لهم ليزدادوا إثما إنّما نملي لهم خير لأنفسهم ، فيكون فيه تقديم وتأخير وعلى هذا لا شبهة فيه.
مسألة : عن الرواية التي رواها أصحابنا في كتاب المزار : « لا تبقى جثّة نبيّ ولا وصيّ نبي تحت الأرض أكثر من ثلاثة أيام وفي رواية أخرى أربعين يوما حتّى ترفع إلى السماء » (٤) وهاتان روايتان متناقضتان ، والتناقض لا يجوز على
__________________
(١) سورة الفجر ، الآية : ١ ـ ٥.
(٢) سورة آل عمران ، الآية : ١٧٨.
(٣) سورة القصص ، الآية : ٨.
(٤) راجع الوافي الجزء الثامن ص ١٩٦ ، باب أنّ أبدانهم عليهمالسلام لا تبقى في الأرض.