الأئمة عليهمالسلام. ولو سلمتا من التناقض وكانت غاية واحدة فهناك ما يوجب التناقض أيضا من ورود الرواية « انّ نوحا عليهالسلام استخرج عظام آدم عليهالسلام ودفنها بالغري من نجف الكوفة ، » (١) ومن ينقل بجسمه إلى السماء لا يبقى عظامه في الأرض فما الكلام في ذلك؟.
الجواب : هذه أخبار آحاد لا يقطع بها ، ثمّ يجوز أن يكون الوجه ان أجسامهم تنقل ما بين ثلاثة أيّام إلى أربعين يوما ولم يعيّن الوقت الذي بينهما.
وأمّا خبر نوح واستخراجه عظام آدم فهو خبر واحد ويحتمل أن يكون المراد بعض عظامه ، لأنّ الذي ينقل هو الذي لا يتمّ كون الحيّ حيّا إلّا معه وذلك الذي يتوجّه إليه الثواب والعقاب ، وما زاد عليه لا يجب إعادته فضلا عن نقله غير أن له حرمة لأجلها نقلت.
مسألة : عن قوله النبيّ صلىاللهعليهوآله : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة » (٢) وقوله صلىاللهعليهوآله : « من مات بلا وصيّة مات ميتة جاهليّة » (٣) وهذا تفاوت لا يجوز عليه ، لأنّ الجهل بالإمام يخرج عن الإيمان ، ومن صحّ عقيدته وحسنت أعماله ، وأخطأ في ترك الوصية لا يخرج بذلك عن الايمان ، فما الكلام في ذلك إذا اتفقت العبارتان واختلفتا في المعنى؟.
الجواب : الجهل بالإمام كفر وقد استفسروا عنه فقالوا هو ميّته كفروا (٤) ضلال.
وأما ترك الوصيّة فالمراد به الموت على عبادة (٥) الجاهلية من غير وصيّة لا انّ فاعل ذلك يكون كافرا.
ويحتمل أن يكون المراد : من ترك الوصية رغبة عنها وأنّها ليست مسنونة ولأمر غبّا فيها فانّ من كان كذلك فإنّه يكون كافرا لأنّه ينكر ما هو معلوم
__________________
(١) راجع الوافي ، الجزء الثامن ص ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، باب فضل زيارة أمير المؤمنين عليهالسلام بالغريّ.
(٢) الكافي ١ ـ ٣٧٧ ، وهذا لفظه : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة ..
(٣) المقنعة للمفيد ص ١٠٢ والوسائل ، أبواب أحكام الوصايا ، الباب الأوّل ، الحديث الثامن.
(٤) في نسخة خ : فهو ميتة كفر.
(٥) كذا في النسختين ولعلّ الصحيح : عادة.