قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى

المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى

المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى

تحمیل

المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى

281/354
*

الطامع فيهم بأباطيله حيناً من الدهر ، وهكذا كان التنافس بين الدولة الغالبة المضعضعة ، وشعور الاعتزاز عند المسلمين كلاهما من الأسباب المهيّئة لظهور فكرة إصلاحية جديدة.

وفي هذا الوقت الذي أرهفت فيه مشاعر المسلمين وقعت حادثة هزّت عواطفهم هزّة عنيفة ، مع أنّها لو وقعت في غير وقت الحسّاسية لمرّت عادية ولم تترك أثراً ، والحوادث العادية إن وقعت في زمن الحساسية فغالباً ما تصنع المعجزات!

وقعت الحادثة في الحرم الآمن وفي الشهر الحرام وفي أيام الحجّ بالذات وراح ضحيتها شاب مسلم قصد إلى الحجّ ، وقطع أكثر مراحل سفره سائراً على قدميه حتّى وصل البيت الحرام ، وهناك أصابه مرض ، فغلبه القيء فتلقّاه في حجره حرصاً على طهارة البيت ، ولكن حظّه السيئ خيل لبعض الطائفين أنّه يحمل ما يحمل يريد به تلويث البيت فصاح بذلك في الناس ، وليس من عادة الجماهير أن تتثبت إذا هيّجها مهيّج ، فشهدوا عليه بما كان منه بريئاً ، وقتلوه مظلوماً ، وهو في رحاب الحرم الشريف الآمن!

وإنّما كان مبعث ذلك سوء ظن طائفة بطائفة ، وكان يمكن أن تؤدّي هذه الحادثة إلى أسوأ النتائج ، وأن تثير الأحقاد ، وأن تهيج العصبيات القديمة ، وأن تقطع الصلات بين فريقي المسلمين ، ولكن هذه الحادثة أثّرت في كثير من المفكّرين تأثيراً كان له عاقبة محمودة ، ووضعت الأصبع على موضع الداء ، فكأنّما أراد الله أن تكون موجهة للمصلحين إلى الاهتمام بهذا الداء الوبيل داء التفرّق الطائفي بالذات.

ولا عجب أن تكون هذه الواقعة مع ما اكتنفها من خطورة مفزعة حافزاً