المقدمة
نحن اليوم مدعوون أكثر من أيّ وقت مضى إلى إيجاد الوحدة التي لا يمكن من دونها أن يحمل شعب أو أُمّة ما همّ العالم ، فليس من الصحيح أن نفكّر في إنقاذ شعبنا دون الشعوب الأُخرى ، فالعالم كلّه أصبح بمثابة قرية واحدة ، وكلّ جزء منه يؤثّر في سائر الأجزاء شئنا أم أبينا ، فليست هناك ظاهرة سياسية أو علمية أو اجتماعية أو .. في بقعة من بقاع العالم إلّا وكان لها تفاعل مع سائر الظواهر ، وبناءً على ذلك فإنّنا لا نستطيع أن نفكّر في أن نعمل على إنقاذ أُمّة ما أو شعب أو جماعة إلّا بعد أن ننقذ العالم كلّه.
فعالمنا اليوم يشبه إلى حدّ كبير البحر الذي تتفاعل أمواجه ومياهه وتياراته مع بعضها ، فنحن لا نستطيع أن نخلي بقعة صغيرة فقط من هذا البحر الواسع ، لأنّنا لا نلبث أن نرى أنّ هناك أمواجاً أُخرى ستأتي لتعيد تلك البقعة إلى سابق عهدها.
وتأسيساً على ذلك لابدّ أن نحمل همّ العالم ، وأُمّتنا الإسلامية هي المرشّحة لحمله ؛ هذه الأُمّة ذات الألف مليون إنسان ، وذات الامتداد العريض على رقعة واسعة من الأرض ، وذات التاريخ الحضاري المجيد ، هذه الأمّة لا يمكن لها أن تقوم بدورها المنشود ، إلّا إذا اتّحدت.
إنّ هذه الوحدة الكبرى مرهونة بتطبيقنا لكلامه تعالى : ( وَكَذَلِكَ