النّفس وخالف هدى العقل (١).
ويقول الشاعر :
ربَّ قبحٍ عندَ زيدٍ |
|
هُوَ حَسَنُ عَنْدَ عَمْرٍ |
هُمَا ضدّان فيه |
|
وهو وهمٌ عند بكر |
فمن الصّادقُ فيما |
|
يدّعيه ليت شعري |
ولماذا ليس للحسن |
|
قياسٌ لستُ أدري (٢) |
إنّ الوحدة والتعاون بين أبناء البشر مسألة فطرية وجدانية لا تحتاج إلى استدلال علمي ولا بذل جهد عقلي.
__________________
١ ـ تفسير الميزان ١١ : ٦٠.
٢ ـ تعليقاً على ما ذكره الشاعر عن الخلاف حول الحسن والقبح تجدر الإشارة إلى أنّه يطلق الحسن والقبح على معاني ثلاثة : اثنان منها موضع اتفاق الكلاميين والفلاسفة من المسلمين في إمكان إدراك العقل لها ، وواحد منها موضع الخلاف.
أما موضع الاتفاق منهما فهما :
١ ـ الحسن بمعنى الملائمة للطبع والقبح بمعنى عدمها.
٢ ـ الحسن بمعنى الكمال والقبح بمعنى عدمه ، وموضع الخلاف بعد ذلك هو في المعنى الثالث وهو :
٣ ـ الحُسن بمعنى إدراك أنّ هذا الشيء أو ذاك ممّا ينبغي أن يفعل بحيث لو أقدم عليه الفاعل لكان موضع مدح العقلاء بما هم عقلاء ، والقبح بخلافه ، راجع ( الأصول العامة للفقه المقارن ) للسيد محمّد تقي الحكيم : ٢٨٢.
هذه الأبيات للشاعر إيليا أبو ماضي ( ١٨٨٩ ـ ١٩٥٧ ) له الطلاسم ، صراع وعراك وأول القصيدة :
إنّني اشهد صراعاً وعراكاً |
|
وأرى ذاتي شيطاناً وأحياناً ملاكاً |
هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكاً |
|
أم تراني واهماً فيما أراه؟ لست أدري |