هو مرض التعصّب
للرأي ، بأن يتشبّث الإنسان برأيه ، ويتمسّك بموقفه ، وكأنّه يمثّل وجوده وشخصيته
واعتباره.
فهو غير مستعدّ للمناقشة والحوار ، وإذا
ما ناقش ، فمع التصميم على عدم التنازل عن رأيه ، وإن اتّضح له مخالفته للحقّ ، ويتمحّل
التبريرات ، ويفتعل الأدلّة ، للدفاع عن رأيه ، ويكابر ويعاند حتّى مع تجلي
الحقيقة له.
وهذه الصفة السيئة تتنافى مع حقيقة
العبودية لله تعالى ، حيث يصف الله عباده بقوله (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) .
جاء في الحديث عن الإمام جعفر الصادق
عليه السلام : عن أبي الربيع قال : قلت : ما أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان؟
قال : الرأي يراه مخالفاً للحق فيقيم عليه .
وقد يتعصّب الإنسان لمذهبه ، ويدافع عنه
دفاع المستميت مع معرفته بخطأ ذلك.
ومع تشكل الحركات والأحزاب ، في الساحة
الإسلامية ، أصبح لدينا لون جديد من التعصّب ، هو التعصّب الفئوي الحزبي ، حيث
يتقيّد المنتمي بآراء ومواقف فئته وجماعته ، وإن كان مخالفاً للشرع أو للمصلحة
العامة.
عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام : من
تعصّب عصّبه الله بعصابة من نار .
__________________