مشروعيتُها مع مرورِ الزمان ، وينساقُ لأدائها الملايينُ من الناس ، ظناً بأنفسِهم أنَّهم يُحسنونَ صُنعاً ، ويتقربونَ بها إلى اللهِ زُلفى.
ومن شأنِ الإنسانِ المفكرِ الحرِّ أن يبحثَ عن الحقيقة ، ويجري خلفَها ، لاسيما إذا شعر بوجود مخاطرةٍ عاليةِ المستوى على صعيد عباداتِه ، التي هي من أجلى المصاديقِ التي يتقرب بها إلى خالقِه.
وتترسخُ ضرورةُ هذا البحث لدى كلِّ مسلمٍ عندما يشعرُ بوجود مثل هذا الخلاف العقائدي الحسّاس ، الذي يمكنُ أن لا تكونَ النتائجُ فيه إلى صالحه ، مما يؤدي بعملِه إلى مواجهةِ الله ورسولِه ، فضلاً عن عدم مشروعية العملِ وقبوله؛ لذا أدعو القارئَ المسلمَ الحرَّ طليقَ الفكر ، والباحثَ عن الحقيقة ، أن يفتحَ عقلَه وقلبَه لهذا البحث ، وأن يتسعَ صدرُه لمواجهة نتائجِه ، والسيرِ على هَدي الحقيقة ، مهما كان الثمنُ غالياً ، إذ لا خسارةَ أكبرُ من أن يصادرَ الإنسانُ عقلَه وفكرَه ، ولا ثمنَ أغلى من نيلِ الحقيقةِ ، والظفرِ بها ، وقطفِ ثمارِها.
ولا أنسى أن أتقدم بالشكرِ الجزيل والثناء الجميل إلى ( مركز الأبحاث العقائدية ) الذي يحظى برعاية المرجع الديني الكبير السيد علي السيستاني دام ظله الوارف ، وبإشرافٍ من قبل الأخ الحجة الشيخ فارس الحسّون النجفي على احتضانهم لمجموعة البحوث التي أعددتُها في مجال الدفاع عن العقيدة الغرّاء ، وتهيئة الأجواء الملائمة لنشرها ضمن السلسلة العلمية الموسومة بـ ( سلسلة ردّ الشبهات ) ، التي يقدمونها للقرّاءِ الكرام من أبناءِ العالمِ الإسلامي لرفعِ غُبارِ الشبهات عن منهج أهل البيت عليهمالسلام ، وتبيانِ الحقائقِ الناصعةِ التي غطَّت عليها السياساتُ القمعيةُ ، والتعصباتُ المقيتةُ عبرَ السنينَ الطويلة.
كما أنّي أستميحُ القارئَ الكريمَ عذراً إذا ما وجدَ بعضَ المصطلحات العلميةِ التخصصية ، أو العباراتِ الشائكة ، بينَ طياتِ البحث ، لأنَّ ضرورةَ مثل هذا البحث