(٢)
الحديث ذريعة لنفي الابتداعِ عنِ التراويح
إنَّ الكثيرَ من الدعوات التي يطلقُها البعضُ لنفي ( الابتداع ) عن ( التراويح ) ، تستندُ أساساً إلى حديث ( سُنَّة الخلفاء الراشدين ) ، ويتمُّ تصحيحُ نسبةِ هذهِ الصلاة إلى الشريعة الإسلامية من هذا المنطق ، إنّ حديثَ ( سُنَّة الخلفاء الراشدين ) يستحقُ منّا وقفةً متأنيةً ، ننظرُ فيها إلى سندهِ أولاً ، ومضمونه ثانياً؛ لأنَّه أصبحَ يمثلُ الخطَّ الخلفي والذريعة الجاهزة ، التي يتشبث بها كلّ مَن تُعييه الحججُ ، وتُسدُّ في وجهه المنافذ ، لتبرير بدع المبتدعين.
وقبلَ أنْ ندخلَ في صميم البحث عن هذا الحديث لا بأسَ بأنْ نطالعَ بعضَ الأقوال التي تستندُ في تبرير ( صلاة التراويح ) إلى حديث ( سُنَّة الخلفاء الراشدين ) ، وتعتبره السندَ الأخير في توجيه القول بمشروعيتها تلك ( المحدثات ) ، من بعد أن تعجز من الإجابة على الإشكالات التي تثار حولها.
يقولُ ( سعيد حوّى ) في ( الأساس في السُنَّة وفقهها ) :
|
( ألا ترى أنَّ إجماعَ الصحابة على جمع عمر الناسَ في صلاة التراويح على إمامٍ واحدٍ وجعلِها عشرينَ ، وقولِ عمر ( نعمت البدعةُ هذهِ ) ، وكلّ ذلكَ قد صحَّ عن عمر وعن الصحابة ، ألا ترى أنَّ الذين يضلِّلون عمرَ بسبب ذلك قد دخلوا في دائرة الضلال ، فعمرُ من الخلفاءِ الراشدينَ المهديينَ الذين أُمرنا بالاقتداءِ بهم ، والاقتداءِ بهديهم ) (١). |
__________________
(١) حوّى ، سعيد ، الأساس في السُنَّة وفقهها ، ص : ٣٥٤.