المرحلةُ الأُولى : ما وردَ من ذلك على ألسنةِ الصحابة ، وبالأخص بعد وفاة الرسول الخاتَم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والمرحلةُ الثانيةُ : ما وردَ من ذلك على ألسنةِ مَن يلي أُولئك بقليل.
المرحلة الاولى :
* طبَّق أميرُ المؤمنين علي عليهالسلام كلمةَ ( البِدعة ) على الخوض في أمرِ القَدَر ، والجدال في الأمور الاعتقادية التي تكونُ منشأً للاختلاف ، وسبباً لفرقة المسلمين ، وتمزيق وحدتهم ، وذلك عندما مرَّ على قومٍ من أخلاط المسلمين ، ليسَ فيهم مهاجري ولا أنصاري ، وهم قعودٌ في بعض المساجد في أول يومٍ من شعبان ، وإذا هم يخوضونَ في أمرِ القَدَر مما اختلف الناسُ فيه ، قد ارتفعت أصواتُهم ، واشتدَّ فيه جدالُهم ، فوقفَ عليهم وسلَّم ، فردّوا عليه ، ووسّعوا له ، وقاموا إليه يسألونَه القعودَ إليهم ، فلم يحفل بهم ، ثمَّ قالَ لهم :
|
( يا معشرَ المتكلمين ، ألم تعلموا أنَّ للّهِ عباداً قد أسكتتهم خشيتُهُ من غير عيٍّ ولا بُكم .. فأينَ أنتُم منهم يا معشر المبتدعين ، ألم تعلموا أنَّ أعلمَ الناس بالضرر أسكتُهم عنه ، وأنَّ أجهلَ الناس بالضرر أنطقُهم فيه ) (١)؟! |
* وردَ انَّ رجلاً قد أخبرَ ( عبدَ اللّه بن مسعود ) بأنَّ قوماً يجلسون في المسجد بعد المغرب ، فيهم رجلٌ يقولُ : كبِّروا اللّهَ كذا وكذا ، وسبِّحوا اللّهَ كذا وكذا ، واحمدوا اللّهَ كذا وكذا ، فقالَ ( عبدُ اللّه بن مسعود ) للرجل : فإذا رأيتَهم فعلوا ذلك فاتِني فأخبرني
__________________
(١) الطبرسي ، أحمد بن علي ، الإحتجاج ، ج : ١ ، ص : ٦١٧ ، وقالَ في هامش الاحتجاج : ونحوه في التبيان ٩ / ٣٧٨ ، والعياشي ٢ / ٢٨٣ ، والمجلسي ١٠ / ١٢١.