(١)
بصمات التراويحِ على المسائلِ الفقهية الإسلاميَّة
مما يؤسف له أنَّ صلاة ( التراويح ) المبتدعة دخلت في مختلف مجالات الفقه والحياة ، على الرغم من عدم وجود أساسٍ لها في الدين ، حتى صار شأنها شأن المسلَّمات التي لا تقبل المناقشة والتحليل ، فنرى أن الملايين من الناس يواظبون على إقامتها في ليالي شهر رمضان بشكل مهيب ، من دون أن يجرؤ أحد على أن يتساءل عن مشروعيتها وأساس ارتباطها في الدين.
ومن جانب آخر نرى عشراتِ الأبواب الفقهية المختلفة التي تمَّ تنقيحُها من بعد الإقرار بمشروعية هذه البدعة ، ونلاحظ أن المصنفات الفقهية بدأت تنسج الأوهام والأباطيل على أمرٍ غير موجود من الأساس.
فبعد أن تمَّ الحديث المستفيض في تحديد وقتها ، وعدد ركعاتها ، ومشروعية الجماعة فيها ، وكيفية الالتحاق فيها ، وأفضلية الرواتب عليها ، وموضع القنوت منها ، ومقدار ما يُقرأ من المصحف فيها .. بدأ الفقهاء يبحثون في تفاصيل أخرى شكَّلت ركاماً موهوماً مستنداً على قاعدة هشَّة خاوية.
وقد ألقت هذه ( البدعة ) بظلالها الموهومة جليَّة على المسائل الفقيَّة الإسلاميَّة ، فمن ذلك أن مسألة ( التراويح ) بُحثت في موارد ( الجهر والإخفات ) ، ومما ورد في هذا المجال قولهم :
|
( ويُسنُّ الجهرُ في التراويح ) (١). |
__________________
(١) البكري الدمياطي ، إعانة الطالبين ، ج : ١ ، ص : ١٨٠.
وانظر : أبو زكريا النووي ، المجموع من شرح المهذب ، ج : ٣ ، ص : ٣٩١.
وانظر : أبو زكريا النووي ، روضة الطالبين ، ج : ١ ، ص : ٣٥٤.
وانظر : زكريا الأنصاري ، فتح الوهاب ، ج : ١ ، ص : ١٠٥.