|
أضف إلى هذا أنَّ إعفاءَ النافلة من الجماعة يمسكُ على البيوت حظَّها من البركة والشرف بالصلاة فيها ، ويمسكُ عليها حظَّها من تربية الناشئة على حبِّها والنشاط لها ، ذلك لمكانِ القدوة في عمل الآباء والأُمهات والأجداد والجدّات ، وتأثيره في شد الأبناء إليها شدّاً يرسّخها في عقولهم وقلوبهم ) (١). |
ولا يمكنُ الإدّعاءُ بأنَّ هذهِ الروايات التي دلَّت على استحباب أداءِ النوافل في البيوت مطلقةٌ ، فتُقيَّدُ بما دلَّ على استحباب صلاة ( التراويح ) المدَّعاة؛ لأنَّه لا يوجدُ أيُّ سندٍ شرعي ، ودليلٍ صحيحٍ على كون النبي الخاتَم ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) قد صلّى هذهِ النافلةَ في حياته الشريفة ، أو سنَّها للمسلمين من بعده ، غيرَ ما يُدعى بهذا الشأنَّ من النَّزر القليل المفتَعل من الأحاديث التي يتشبثُ بها البعضُ ، إذ الغريقُ يتشبثُ بكل حشيش!! بل سيأتي أنَّ النبي ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) قد نهى أصحابَه عن هذه الصلاة من خلال جملةٍ من المواقفِ والأحاديث.
جاءَ في ( الفقه الإسلامي وأدلته ) للدكتور ( الزحيلي ) عن ( ابن عباس ) أنَّه قالَ متحدثاً عن صلاة رسول اللّه ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) في شهر رمضانَ وفي غيره من الشهور :
__________________
(١) الموسوي ، شرف الدين ، مجلة رسالة الإسلام ، دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بالقاهرة ، السنة الثامنة ، العدد الثاني ، شهر رمضان : ١٣٧٥ هـ ، ابريل : ١٩٥٦م ، ص : ١٣٨ ـ ١٤٢.
وانظر : جعفر السبحاني ، صلاة التراويح بين السُنَّة والبدعة ، ص : ٦٠ ـ ٦١.