قائمة الکتاب
1 ـ إطلاق لفظِ ( البدعة ) على صلاة التراويح
٦٥
إعدادات
صلاة التراويح
صلاة التراويح
المؤلف :الدكتور الشيخ جعفر الباقري [ سامي صبيح علي ]
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :مركز الأبحاث العقائدية
الصفحات :271
تحمیل
وعلى كلا الوجهين المذكورين فإن ذلك يعني أنَّ هذهِ الصلاة المختَرعة التي سنَّها ( عمرُ ) ليست مسبوقةً بمثال ، وليس لها أصلٌ في الدين ، فيثبت أنَّها ( بدعة ).
وممّا يؤيّدُ عدمَ وجود الارتباط بينَ هذه الصلاةِ وبين الدين ، وكونَها تشريعاً ابتدائياً قولُ ( عمر ) في نفس الحديث :
________________________
وينصُّ الأزهري على أنَّ ( الإبداع ) أكثرُ استعمالاً من ( البَدع ) ، وهذا لا يعني أنَّ استعمالَ ( البَدع ) خطأ ، وانَّما هو صحيح ولكنَّه قليل ، فيقول في ذلك : ( و ( أبدعَ ) أكثرُ في الكلام من ( بَدَعَ ) ، ولو استعمل ( بَدَعَ ) لم يكن خطأ ) ، انظر : لأزهري ، تهذيب اللغة ، ج : ٢ ، ص : ٢٤١.
وعلى هذا الأساس تقول من ( البَدع ) : ( بدعتُ الشيء إذا أنشأته ) ، انظر : بن دريد ، جمهرة اللغة ، ج : ١ ، ص : ٢٩٨. وتقولُ من ( الإبداع ) : ابتدعَ الشيء : أي ( أنشأه وبدأه ) ، انظر : بن منظور ، لسان العرب ، ج : ٨ ، ص : ٦. وتقول أيضاً : ( أبدعتُ الشيء أي اخترعته لا على مثال ) ، انظر : الجوهري ، الصحاح ، ج : ٣ ، ص : ١١٨٣.
و ( أبدَعَ ) اللّه تعالى الخلقَ ( إبداعاً ) : أي خلقهم لا على مثال سابق ، و ( أبدعتُ ) الشيءَ و ( ابتدعته ) : استخرجته وأحدثته ، ومنه قيل للحالة المخالفة ( بِدعة ) ، وهي اسمٌ من ( الابتداع ) ، كالرفعة من الارتفاع ، انظر : الفيومي ، المصباح المنير ، ج : ١ ، ص : ٣٨.
ومعنى ( البدعة ) : الشيء الذي يكون أولاً ، انظر : ابن منظور ، لسان العرب ، ج : ٨ ، ص : ٦.
وجمعُ ( البدعة ) ( البدع ) ، انظر : بن دريد ، جمهرة اللغة ، ج : ١ ، ص : ٢٩٨.
وإنما سُميت ( بدعةً ) ؛ لانَّ قائلَها ابتدعها هو نفسُه ، انظر : الطريحي ، مجمع البحرين ، ج : ٤ ، ص : ٢٩٩.
وفي أسماء الله تعالى ( البديع ) : وهو الخالقُ المخترعُ لا على مثال سابق ، انظر : ابن الأثير ، النهاية ، ج : ١ ، ص : ١٠٦.
ويقولُ اللّه تعالى : ( بَديعُ السَّمواتِ والأَرضِ ) ، البقرة : ١١٧ ، أي : مبتدعُها ومبتدئُها لا على مثال سبق ، انظر : الزبيدي ، تاج العروس ، ج : ٥ ، ص : ٢٧٠.
وبديعُ الحكمة غريبُها ، ومنه الحديث : ( روّحوا أنفسكم ببديع الحكمة ، فإنَّها تكلّ كما تكلّ الأبدان ) ، انظر : الطريحي ، مجمع البحرين ، ج : ٤ ، ص : ٢٩٨.
ويقولُ اللّهُ تعالى : ( وَرَهبَانيَّةً اَبَتَدعُوها الحديد : ٢٧ ، أي : أحدثوها من عند أنفسهم. انظر : الطريحي ، مجمع البحرين ، ج : ٤ ، ص : ٢٩٨.
فيتحصلُ لدينا من خلال كلِّ ما تقدَّم أنَّ المعنى اللغوي لـ ( البدعة ) : هو الشيءُ الذي يُبتكرُ ويُخترعُ من دون مثال سابق ، ويُبدأ به بعد أن لم يكن موجوداً من قبل.