(٤)
نقطةُ الخلافِ بينَ
المدرستين
تكمنُ نقطةُ الخلاف حولَ صلاة ( التراويح
) في أنَّ أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام
يعتقدون بعدم مشروعية الإتيان بها جماعةً ، وأنَّ أداءَها على هذه الهيئة يُعتبرُ
بِدعةً دخيلةً على تشريعات الإسلام ، وتعاليمه الثابتةِ بالنصوصِ الشرعيةِ
القويمة.
وأما الأغلبيةُ الساحقةُ من أتباعِ ( مدرسةِ
الصحابة ) فيعتقدون بأنَّ الإتيانَ بها جماعةً أمرٌ مشروع ، بل هو مستحبٌ ومندوب.
فلا يوجدُ خلافٌ بين المدرستين في أصل
نافلة الليل ، ولا خلاف بينهما في أصل التنفل في ليالي شهر رمضان ، وإنَّما يكمنُ
الخلافُ في الكيفية التي تُؤدى بها هذه النوافل؛ حيثُ تقولُ مدرسةُ أهل البيت عليهمالسلام بعدم جواز الإتيان
بها جماعةً ، وإنَّما يشرعُ الإتيان بها فرادى وحسب ، وأما ( مدرسةُ الصحابة ) فتلتزمُ
في الأغلب بالإتيان بها جماعةً ، وتنسبها الى التشريع بهذه الكيفية ، وهذا الأمرُ
هو الذي أدخلها في حيِّز ( الابتداع ) من وجهة نظر مدرسةِ أهل البيت عليهمالسلام.
من هنا نعرفُ أنَّ نقطةَ الخلاف بين
المدرستين حول ( التراويح ) ليست مسألةً فقهيةً محضة ، تحتملُ وجهات النظر
المتعددة وحسب ، كما هو الأمرُ في عدد ركعات نافلة الليل ، إذ بالإمكان الاختلاف
حول ذلك بالطريقة التي تدرج رأي الجانبين في المصبِّ الفقهي المتنوع الآراء ، وإنَّما
نقطةُ الخلاف هنا مسألةٌ مشوبةٌ بجانب عقائدي ، وتتعلقُ بأصل مشروعية ( التراويح )
بهذه الكيفية الجديدة التي لم تتصل جذورُها بالشريعة المقدَّسة.
وبعبارةٍ أخرى إنَّ الرأي الفقهي قائمٌ
على أساس استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية ، التي من أهمها ( القرآنُ
المجيد ) و ( السُنَّة القطعيَّة ) ، فلابدَ من وجود