ولا يوجّه المدح حال الصلاة ، فإنّما يريد من يفعل هذا الفعل ويعتقده ) (١).
وفي تفسير ابن كثير :
( وأمّا قوله : ( وهم راكعون ). فقد توهّم بعض الناس أنّ هذه الجملة في موضع الحال من قوله : ( ويؤتون الزكاة ) أي : في حال ركوعهم ، ولو كان هذا كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره ؛ لأنّه ممدوح ، وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى ، وحتّى أنّ بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أنّ هذه الآية نزلت فيه ، وذلك أنّه مرّ به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه.
وقال ابن أبي حاتم : حدّثنا الربيع بن سليمان المرادي ، حدّثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله : ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال : هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب.
وحدّثنا أبو سعيد الأشج ، حدّثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول ، حدّثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال : تصدّق علي بخاتمه وهو راكع ، فنزلت : ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ).
وقال ابن جرير : حدّثني الحارث ، حدّثنا عبد العزيز ، حدّثنا غالب بن عبد الله سمعت مجاهداً يقول في قوله : ( إنّما وليّكم الله ورسوله ) الآية ، نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدّق وهو راكع.
وقال عبد الرزاق : حدّثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في
__________________
١ ـ تفسير القرطبي المسمّى ( الجامع لأحكام القرآن ) ج ٦ص ٢٢١.