وهذا أيضاً يعدّ تصرفاً شنيعاً في النص ، فقد حذف من الحديث جملة : ( ويكون أخي ووصيي وخليفتي ) فكلّ زيادة أو نقصان في النص يعدّ تصرفاً ، فليحكم القارئ العزيز بعقله وضميره وتفكيره بما شاء ، والله من وراءذلك كلّه.
وعليك أيّها الباحث المنصف بقية النقد والتعليق ؛ لأنّي أرى أنّه لا غموض ، وكلّ عاقل يصل بنفسه للنتيجة ، ولا أنسى أنّ أُضيف لك أنّ هناك روايات كثيرة تكررت فيها الوصيّة ، وليس فقط حديث الدار ، وهذا يوصل للنتيجة بشكل أسرع وأنصع ، ومن تلك الروايات :
١ ـ خطبة أبي ذر الغفاري ( رضي الله عنه ) :
قال : ( أيّها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري ، أنا جندب بن جنادة الربذي ، ( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرّية بعضها من بعض والله سميع عليم ) (١) محمّد الصفوة من نوح ، فالأوّل من إبراهيم ، والسلالة من إسماعيل ، والعترة الهادية من محمّد ، إنّه أشرف شريفهم ، واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة وكالكعبة المستورة ، أو كالقبلة المنصوبة ، أو كالشمس الضاحية ، أو كالقمر الساري ، أو كالنجوم الهادية ، أو كالشجرة الزيتونية أضاء زيتها ، وبورك زبدها ، ومحمّد وارث علم آدم وما فضلت به النبيّون ، وعلي بن أبي طالب وصي محمّد ووارث علمه أيّتها الأمّة المتحيّرة بعد نبيّها أما لو قدّمتم من قدّم الله ، وأخّرتم من أخّر الله ، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من
__________________
١ ـ آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤.