عجيب : صلّى رسول الله الفطر والأضحى أعواماً كثيرة ، وعمر جهل أنّ رسول الله أيّ سورة كان يقرأ في هاتين الصلاتين ، وسأل أبا واقد الليثي!!
ثمّ يقول ابن حزم : ولم يدر [ أي : عمر ] ما يصنع بالمجوس حتّى ذكره عبد الرحمن بأمر رسول الله ، ونسي قبوله الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور ، ولعله قد أخذ من ذلك المال حظّاً كما أخذ غيره ، ونسي أمره بتيمم الجنب فقال : لا يتيمم أبداً ، ولا يصلّي ما لم يجد الماء ، وذكّره بذلك عمار ، وأراد قسمة مال الكعبة حتّى ذكّره بعض الصحابة.
ثمّ ينتقل ابن حزم إلى عثمان وغيره فيقول : وهذا عثمان .. ، وهذه عائشة .. ، وهذه حفصة .. ، وهذا ابن عمر .. ، وهذا زيد بن ثابت .. ، وليس ولا مورداً واحداً يذكره كشاهد على جهل علي بمسألة فيكون محتاجاً إلى غيره ليسأله عن تلك المسألة ) (١).
ونختم هذا المطاف بكلام مولانا أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، وهو يذكر بعض خصائصه وأوصافه في الخطبة القاصعة.
( قد علمتم موضعي من رسول الله صلىاللهعليهوآله بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمّني إلى صدره ، ويكنفني في فراشه ، ويمسّني جسده ، ويشمّني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ، ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة بقول ولا خطلة في فعل ، ولقد قرن الله به صلىاللهعليهوآله من لدن أنّ كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ، ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً ،
__________________
١ ـ الإحكام في أصول الأحكام المجلد الأوّل الجزء ٢ : ١٥١ ـ ١٥٣.