وقال ابن عباس : أعطي علي تسعة أعشار العلم ، ووالله لقد شاركهم في العشر الباقي.
قال ابن عباس : وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل إلى غيره.
ثمّ يقول النووي : وسؤال كبار الصحابة ورجوعهم إلى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات ، مشهور ) (١).
وقول ابن حزم : ( ووجدناهم ـ أي : الصحابة ـ يقرّون ويعترفون بأنّهم لم يبلغهم كثير من السنن ، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة يقول : إنّ إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وإنّ إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم ، وعلي ما شغله الصفق في الأسواق ، ولم يشغله القيام بأمواله ، وإنّما لازم رسول الله ليلاً ونهاراً.
ويقول ابن حزم أيضاً : وهذا أبو بكر لم يعرف فرض ميراث الجدّة ، وعرّفه محمّد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة ، وهذا أبو بكر سأل عائشة في كم كفن كفّن رسول الله ( صلىاللهعليهوسلم )؟
ثمّ يقول : وهذا عمر يقول في حديث الاستئذان : خفي عليّ ، ألهاني الصفق في الأسواق ، وقد جهل أيضاً أمر إملاص المرأة وعرّفه غيره ، وغضب على عيينة ابن حصن حتّى ذكره الحر بن قيس ، وخفي عليه أمر رسول الله بإجلاء اليهود ، وخفي على أبي بكر قبله ، وخفي على عمر أمره بترك الإقدام على الوباء وعرف ذلك عبد الرحمن بن عوف ، وسأل عمر أبا واقد الليثي عمّا كان يقرأ به رسول الله في صلاتي الفطر والأضحى ، هذا وقد صلاّهما رسول الله أعواماً كثيرة.
__________________
١ ـ تهذيب الأسماء واللغات ١ : ٣٤٤ ـ ٣٤٦.