الجواب :
كما في حديث النسائي : ( إنّه جاء أبو بكر فردّه ، جاء عمر فردّه. وفي مسند أبي يعلي : أنّ حفصة وعائشة دعتا أن يكون أحبّ الخلق إلى الله أباهما ، فلو كانا غائبين ما دعتا.
وحتّى لو فرضنا غيابهم فالرسول صلىاللهعليهوآله أطلق الصفة فجعله أحبّ الخلق إلى الله عزّ وجلّ ورسول الله صلىاللهعليهوآله ، ويعلم أنّهما غائبان لِمَ يستثنهما أو يؤجّل الدعاء حتّى يأتيا ، وهو يعلم بأهمية كلامه ، وأنّه حجّة الله ، وأنّه يسجّل أقواله وأفعاله في التاريخ. إلى أنّ هناك روايات كثيرة تكررت فيها عبارات فيها لفظ : ( أنّ علياً أحبّ الخلق عند الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله ) ، منها :
ما رواه المسعودي في مروج الذهب عن كتاب الأخبار لأبي الحسن علي بن محمّد بن سليمان النوفلي بإسناده عن العباس بن عبد المطلب قال : ( كنت عند رسول الله صلّى الله عليه وآله إذ أقبل علي بن أبي طالب فلمّا رآه أسفر في وجهه فقلت : يا رسول الله ، إنّك لتسفر في وجه هذا الغلام. فقال : يا عم رسول الله ، والله لله أشدّ حبّا له منّي ، ولم يكن نبي إلّا وذريته الباقية بعده من صلبه ، وإنّ ذريتي بعدي من صلب هذا ، إنّه إذا كان يوم القيامة دعا الناس بأسمائهم وأسماء أمهاتهم إلّا هذا وشيعته فإنّهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم لصحة ولادتهم ) (١).
ومنها قوله صلىاللهعليهوآله : ( ...لأعطين الراية غدا رجلاً يحبه الله ورسوله ) وهذا الحديث وغيره سنبحثه فيما ياتي ان شاء الله تعالى.
__________________
١ ـ مروج الذهب للمسعودي ٢ : ٤٢٨.