صحّة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه.
يعني لم يجد مناقشة علمية لردّ الحديث فرفضه قلبه ، كما أنّ قلب أبي جهل يساعد على قبول القرآن.
وكذا الذهبي الذي يقول في تلخيصه للمستدرك في ذيل إنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يا رسول الله ، فمحبّونا؟ قال : من ورائكم. قال : الحديث منكر من القول ، يشهد القلب بوضعه.
فلم يناقشا في سند الحديث أو شيء علمي آخر ، وإنّما شهد قلبهم بوضعه!
وعلى القارئ نقدهما وبكلّ بساطة.
ثانياً : محاولة صرفه عن موضعه :
١ ـ لقد حملوا لفظ الحديث الذي يقول : ( اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك ) ، على أنّ المراد اللهم ائتني بمن هو من أحبّ خلقك إليك وإلى رسولك ، فحينئذٍ لا إشكال ؛ لأن مشايخ القوم أحبّ الخلق إليه أيضاً ، فيكون علي أيضاً من أحبّ الخلق إليه (١).
الجواب :
أنّه خلاف ظاهر اللفظ ، إذ اللفظ صفة أفعل بـ ( أحب ) وليس تبعيض بـ ( من ) ، وهذا كلام لا يقبله عاقل ، وإلاّ لتلاعب كلّ إنسان بالنصوص على هواه.
٢ ـ قال صاحب التحفة الاثني عشرية : ( إنّ القضية إنّما كانت في وقت كان الشيخان في خارج المدينة المنوّرة ، فلذا لم يحضرا فحضر علي ) (٢).
__________________
١ ـ المرقاة في شرح المشكاة : ٢١٢ ، وشروح مصابيح السنة.
٢ ـ التحفة الاثني عشرية : ٢١٢.