يؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : أصحابي أصحابي فيقال : إنّهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم ) (١).
وفي موضع آخر : ليرفعن رجال منكم ، ثمّ ليختلجن دوني فأقول : يا ربّ أصحابي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك (٢).
وفي موضع آخر : أقول : إنّهم منّي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول : سحقاً لمن غيّر بعدي (٣).
وفي آخر : فأقول : يا ربّ أصحابي ، فيقول : إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى.
وفي آخر : بينا أنا قائم إذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلمّ ، فقلت : أين؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم؟ قال : إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم (٤).
قال القسطلاني في شرح صحيح البخاري في هذا الحديث : همل ، بفتح الهاء والميم : ضوال الإبل ، واحدها : هامل ، أو : الإبل بلا راع ، ولا يقال ذلك في الغنم ، يعني : أنّ الناجي منهم قليل في قلّة النعم الضالّة ، وهذا يشعر بأنّهم صنفان كفّار وعصاة.
نعم ، إنّ الصحابة لا يصح أن يكونوا كلّهم أمان ونجاة لمن اقتدى بهم ،
__________________
١ ـ صحيح البخاري ج ٤ ص ١١٠ ، وج ٥ ص ١٩١ وص ٢٤١ ، و ج ٧ ص ١٩٥ ، وسنن الترمذي ج ٤ ص ٣٨ ، وسنن النسائي ج ٤ ص ١١٧ ، وصحيح مسلم ج ٨ ص ١٥٧.
٢ ـ صحيح البخاري ٨ : ١٤٨ ، وسنن ابن ماجه ج ٢ص ١٠١٦ ، وسنن الترمذي ج ٥ص ٤.
٣ ـ صحيح البخاري ٨ : ١٥٠ و ٩ : ٥٩.
٤ ـ صحيح البخاري ٨ : ١٥٠ ـ ١٥١.