وقال القاضي الشوكاني في مبحث الإجماع : وهكذا حديث أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم ، يفيد حجّية قول كلّ واحد منهم.
وفيه مقال معروف ، لأنّ في رجاله عبد الرحيم العمي عن أبيه ، وهما ضعيفان جدّاً ، بل قال ابن معين : إنّ عبد الرحيم كذّاب ، وقال البخاري : متروك ، وكذا قال أبو حاتم.
وله طريق آخر فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدّاً ، قال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن معين : لا يساوي فلساً ، وقال ابن عدي : عامّة مروياته موضوعة.
وروى أيضاً من طريق : جميل بن زيد ، وهو مجهول (١).
وما ذكرناه كان على سبيل المثال ، إذ إنّ هناك علماء كثيرين غيرهم يصرّحون بضعف حديث أصحابي كالنجوم ، فراجع (٢).
هذه نبذة من أقوالهم في ردّ حديث أصحابي كالنجوم وتضعيفه والحكم بوضعه ، فثبت أنّه مجعول لأغراض سياسية ، ( وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ). بل إنّه لا يمكن أن يكون كلّ الصحابة أمان لمن تبعهم ؛ لأنّه صحب الرسول حتّى المنافقين ، كعبد الله بن أبي ومعاوية وامثالهم وممن انقلبوا من بعد الرسول صلىاللهعليهوآله على أعقابهم خاسرين فقد ورد في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من تبيين حال بعض الصحابة ماهذا نصّه : ( وإنّ أناساً من أصحابي
__________________
١ ـ إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول : ٨٣.
٢ ـ راجع : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية.